برنامج تعليمي تربوي يستهدف اليافعين بريف إدلب

عبد الحميد حاج محمد

تشهد المناطق المحررة نهضة علمية وتربوية، وخصوصًا في ظل توقف العمليات العسكرية منذ أكثر من عام ونصف، وهو ما أتاح الفرصة بافتتاح عدة مراكز علمية وتربوية.

 

ونشأت عدة مراكز تهتم باليافعين، وتقدم لهم التعليم بطرق غير تقليدية، وفق برامج تشمل التربية والتعليم، وإدارة أساليب الحياة.

وكان من أحد أبرز تلك المراكز فريق (حبق الشبابي)، الذي أطلق برنامج (إدراك) الذي يستهدف اليافعين، وفق برنامج محدد، وفئات محددة، في ريف إدلب الشمالي.

 

وبحسب البرنامج فإن المراهقة تعدُّ من أشد المراحل صعوبة في حياة الإنسان، وهي مرحلة نمو ينتقل فيها الفرد من عالم الطفولة إلى عالم الرشد، وتتميز بمجموعة تغيرات جسدية، وعقلية، ونفسية، واجتماعية، وانفعالية، ولهذا يجب أن يتلقى اليافعين برامج تأهيلية.

 

يقول مدير فريق حبق (علاء حبش) لصحيفة حبر: “إن مشروع إدراك هو مشروع إنساني يطال شريحة مهمة من المجتمع وهي شريحة الأطفال والمراهقين دون سن 18 عامًا (اليافع، وذلك ضمن تقنيات نفسية متخصصة تهدف إلى زرع أفكار إيجابية وخلّاقة لتحويلها إلى نشاطات إيجابية هادفة تنمّي طموحاتهم وأحلامهم وتخلق بنية نفسية سليمة من أجل مستقبل سورية الواعد.”

ويضيف أن رؤية البرنامج وهدفه هو تمكين الشباب علميًا وفكريًا ومهاريًا ليستلم زمام المبادرة والنهوض في مجتمعه.

ويشمل المشروع عدة برامج موزعة على عدة حقائب تدريبية مثل مهارات حياة ومهارات الحاسوب والمسؤولية المجتمعية واللغة التركية واللغة الإنكليزية.

وينوه (حبش) إلى أنه تم تعزيز البرنامج بالأنشطة التفاعلية والوسائل الحديثة من التعليم التفاعلي والرقمي، تحت إشراف نخبة من المدربين التربويين الأكاديميين في المناطق المحررة.

 

ويمتد المشروع الذي يُعنى باليافعين لمدة ثلاثة أشهر، ويعتمد في تمويله على أقساط تشغيلية من اليافعين المشاركين فيه، إضافة إلى أنه يعفي أبناء الشهداء والمفقودين من الأقساط، ويعتمد على التمويل الذاتي.

 

ويوضح (حبش) أن الدراسة الحالية في المشروع هي لتوسيع مشروع (إدراك) ليأخذ اليافع كامل وقته ويكون البرنامج لمدة أطول، مؤكدًا أن المشاريع القادمة ستتركز على المتسربين والمنقطعين عن التعليم من أبناء الشهداء والمفقودين بهدف عودتهم إلى التعليم من جديد.

 

ووفق ما رصدته صحيفة حبر، فإن المشروع لاقى إقبالًا في التسجيل من قبل اليافعين، الذين عبَّروا عن رغبتهم في المشاركة في المشروع الذي يحوي على عدة برامج تنمي مهاراتهم التربوية والعلمية.

 

ويرى الشاب (غازي معاوية) أحد المشاركين في المشروع والمستفيد من الإعفاء الجزئي فيه، أن المشروع ينمي المهارات، وهو خطوة جديدة تجمع بين الدراسة وأمور الحياة، ويقول: إن دافعه من التسجيل هو تعلّم اللغة التركية لكي تتاح له فرصة التعلم في جامعة تركية مستقبلاً، إضافة إلى تقوية وتعزيز اللغة الإنجليزية وتعلم إدارة الحاسوب بشكل جيد.

كما يرى أن المشروع هو لإدراك الأخطاء التي يمكن أن يقع فيها في مسيرة حياته في جميع الجوانب لكي يتم تجنبها من خلال مادة مهارات الحياة، التي تعدُّ جديدة عليهم.

ويأخذ التعليم حيزًا كبيرًا في المناطق المحررة، بالرغم من الوضع المعيشي الصعب الذي يعاني منه الأهالي، إلا أنهم يصرون على متابعة تعليم أبنائهم، الذين أثبتوا جدارتهم في التفوق.