إسلام سليمان
نعيش في زمان يكاد اليأس فيه يطغى على الأمل.. كلٌّ منَّا يبحث عن إيمان أو بريق أمل يتشبث به ليواصل حياته، ويترك أثرا له في هذه الحياة ربَّما.
اليأس يتربص بنا عند كلّ مفترق طريق، ليفترسنا بأنيابه ويقضي علينا.
ولكن يبقى ضوء الأمل أقوى من اليأس، وإن كان خافتا، أملا لا يأتي من تلقاء نفسه، بل يصنعه قليل من الأشخاص عبر إيمانهم بأنفسهم، وبإيمانهم بأنَّ مسؤولية إصلاح العالم وجعله مكانا أفضل للعيش تقع على عاتقهم لكونهم الخليفة في هذه الأرض.
ولأنَّهم يعلمون بأنَّه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون.. أشخاص تشربوا معاني الأمل فأصبحت حياتهم منبع الأمل للآخرين.
الكثير من شبابنا اليوم يعيشون في حالة يأس من الواقع المحيط بهم، لا يؤمنون بسنن الله في التغيير، ينظرون إلى أعمال المصلحين على أنَّها هباء منثورا لا تقدم ولا تأخر، وبأنَّ لا شيء يستحق الإصلاح، لأنَّه لن ينصلح البتة بنظرهم مهما حاولت.. هذه الفئة من شبابنا للأسف أغلقت جميع مصادر الأمل إليها..
الكثير منهم لم تعد الكلمات تؤثر فيهم، فهم بالأصل لا يؤمنون بقوة الكلمات، بل أصبحوا بحاجة إلى أعمال واقعية تحدث أمامهم..
في هكذا حالات لا يصلح إلا أن نكون نحن مصدر أملهم.
نثبت لهم أنَّ هذه الحياة تستحق العيش، تستحق أن نغير فيها ما يحتاج إلى تغيير، إلى نكون فاعلين فيها ومصلحين، أن نكون قدوة لهم ولو في عمل بسيط، فالتغيير لا يحدث بسهولة، والفئة التي تتأثر بالكلمات قليلة جدا، ولذلك فقد صدق د. أحمد خيري العمري عندما قال:(التغيير يجب ألا يكون مجرد فكرة في الرؤوس، بل أن يكون حقيقة يراها الناس).
أمَّا عن فئة الشباب التي تتأثر بالكلمات وتؤمن بقوتها، لكنَّها تضعف من حين لآخر، فهي بحاجة إلى بعض كلمات منتقاة بعناية تهمس في أذنها، كي تشحذ طاقتهم من جديد.
هؤلاء الشباب بحاجة إلى من يخبرهم بأنَّ عليهم أن يواصلوا الطريق، لينيروا الدرب لمن حولهم ولمن بعدهم.
أمَّا عن هؤلاء الشباب الذين تراهم كتلة من الأمل التي لا تنطفئ، بل في توهج دائم.. هؤلاء الذين تركوا لعن الظلام للمتشائمين ونذروا حياتهم لتكون شمعة تضيء حياة الآخرين.. فلا يسعنا إلا أن نبارك قدراتهم وامتيازهم، ونحاول أن نجعلهم مثالا يحتذى به في كل حين.
جميعنا نضعف، نيأس، نحزن ونسقط أيضا! ولكن علينا ألا نسمح لهذا الأمر بأن يكون عائقا أمامنا، بل أن نجعل من سقوطنا هذا نقطة بداية لسباق جديد.. لتجربة جديدة.. فحياتنا عبارة عن تجارب.
وحياة تخلو من الجهد والتضحية والمثابرة والتجربة، حياة لا معنى لها.
حياة بدون قضية تعاش من أجلها، حياة فارغة.. كفراغ صاحبها.
فقيمة حياتك وأهميتها، تتعلق بمدى إيمانك ونضالك في سبيل قضية تخدم الدين والآخرين يا صديق.
1 تعليق
محمد
– اليأس •أحيانا• خير من أمل فارغ… كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءا.
– حق أن الأمل هو المصل الذي يحيا عليه المعذبون، لكنه إكسير متوهم لمن أصيب بمرض [ التواكل ] !
– وإن كثيرا من أفعال “مدعي الإصلاح” لهي أسوء بأضعاف من يأسهم لو كانوا يائسين..
– أما عن الكلمات..
فالكلمات لا تحمل قوة ذاتية كما يحاول البعض إقناعنا (كي يعرقل عملنا ربما)، لكن القوة تأتي من الإنسان…
الإنسان الذي ينطق، ويحمل خلف منطقه قوة مستعدة للانفجار وتحقيق ما يقول.
– حق أن الحياة بدون قضية فارغة، لكنها خير من حياة في سبيل قضية فاشلة؛ فتوضيح الهدف مقدم على الدعوة للتحرك.
– ولعل المتشائمين محقون في جانب من اعتراضاتهم غالبا ما يغفل عنه الحالمون: إنه السؤال المبتذل الذي لم يبذل “مدعوا الإصلاح” جهدا في الإجابة عنه: ( ماذا باستطاعتنا أن نفعل؟! )
– ولعل الوقت الذي هدر في كتابة هذا الكلام كان ليكون أنفع لو سخر للإجابة على السؤال السابق…
– نحن بحاجة إلى كثير من العمل وقليل من الكلام…