حادثة (إدريس غانا) الشذوذ والعهر والعبودية الجديدة

أحمد وديع العبسي

لا أجد مصطلحات يمكن أن تصف حالة القرف الشديد ممّا يصدِّره لنا الغرب باسم الحريات!، ولن أعتذر مسبقاً عن جميع الألفاظ المعبرة التي سأضطر لاستخدامها في هذه المقالة مهما كانت سيئة، لأنها وحدها تستطيع أن تعبر عن تلك البيئة النتنة التي يُراد لنا أن نعيش فيها ..

فما تقوم به مؤسسات ودول تدعي أنها تدعم حريات الأشخاص والمجموعات ومعتقداتهم شيء ظالم جداً وعاهر جداً وشاذ جداً، المثلية ليست هنا الشذوذ الوحيد في حادثة لاعب منتحب السنغال، ونادي باريس سان جرمان “إدريسا غانا” بل تصرف الاتحاد الفرنسي هو الأكثر شذوذاً والأكثر عهراً وجريمة، أن تطالب بمحاسبة لاعب لم يفعل أي شيء تجاه قيمك الخبيثة والنتنة والعاهرة سوى أنّه تجنبها، وأن لا تضمن له حتى حرية التجنب!! أي نوع من القهر والعبودية تريد أن تصل إليه فرنسا ومؤسساتها والحضارة الغربية التي تحاول صناعة عالم جديد من العبيد تحت شعارات مزيفة للحرية وتقبل الآخر، إذا كانت لا تضمن لهذا الآخر أن يعبر عن نفسه بأقل شيء ممكن وهو الصمت أو التجنّب، بينما تدعي مبادئ تلك الحضارة المزيفة أنها تضمن حرية التعبير والقبول والرفض لأي شيء إذا لم يكن به اعتداء على الآخرين.

اللاعب المسلم إدريسا غانا يجب أن يصبح أيقونة الحرية في العالم، يجب أن يدعم العالم كله موقفه النبيل جداً بتجنب الصراع مع حفنة من الأوباش الشاذين أخلاقياً وجسدياً وحضارياً، مع ضمان الحرية الكاملة له ولأمثاله في الرفض والنقاش والتعبير عن أنفسهم كأشخاص لا يقبلون المثلية الشاذة لأنفسهم ومجتمعاتهم، ولا يقبلون قرارات الدول في تحديد ما هو أخلاقي وما هو غير أخلاقي، لأن التزاماتهم الدينية ترفض هذا التحديد، ودائماً دون صدام أو صراع.

إن ما يفعله مناصرو العهر والشذوذ الجنسي والإنساني من التضييق على حرية الرأي والتعبير للانتصار لأنفسهم سيسهم بشكل كبير في تحوّل هذه القناعات المكبوتة عند ملايين الناس في الغرب نفسه إلى مواجهات عنيفة، ستودي بهم سريعاً وستكلف الحضارة الغربية خسائر كبيرة.

مع إعلان رفضنا الكامل لتقبل كل تلك الصيحات الشاذة التي تتحفنا بها الحضارة الغربية اللاإنسانية، ولكننا نؤمن أن الحفاظ على حرية التعبير شيء أساسي للتداول حول هذه الأمور في المجتمعات التي ابتليت بها، ويوماً بعد يوم يتبين أنها تفرض على هذه المجتمعات بالقوة، وأن الكثير من أبناء هذه المجتمعات لا يقبل بالشذوذ والحريات الحيوانية التي تُخرج الإنسان من آدميته وتَميّزه كإنسان عاقل لا يشبه البهائم الأخرى على هذه الأرض.

وإن المناصرة التي حظي بها إدريسا غانا تشرح بوضوح كمية الكبت والحنق على المؤسسات التي تحاول فرض هذا الشذوذ على البشر، والقدر الكبير من المعارضة لهذه التصرفات الشاذة والعاهرة والحقيرة والقذرة تجاه حرية التعبير والرفض التي تقوم بها مؤسسات في دول ديمقراطية!!!

وربمّا نعلم نحن ويعلم الشاذون أن تركيزهم على قيمهم العاهرة ما كان لينجح لو لم يستغلوا هذا اللاعب المسلم أسود البشرة، فاستغلالهم للدعاية الكبيرة للإسلاموفوبيا، والعنصرية الأوروبية الكامنة ضد السود هي ما جعل هذا الإسفاف في امتهان حرية الرأي يمرّ دون تصدي شعبي عارم، خاصة في فرنسا التي تركز على معاداة الإسلام منذ عدّة سنوات بشكل واضح جداً. وتتبعها في ذلك أغلب الدول الأوروبية ولكن فرنسا الأشد سقوطاً والأكثر استبداداً وطغيانا في هذا الأمر.

وإن أقبح ما يمكن أن يذكر هنا هو وجود أشخاص ينتمون لحضارتنا ولدولنا ويدعون يومياً لأهمية اللحاق بأوروبا التي تحمي الحريات حسب زعمهم، بينما في الحقيقة هي لا تحمي سوى معتقداتها ولا ترى الحرية إلا في ممارسة ما تؤمن به هذه الحضارة مع كامل الإقصاء للآخر ومعتقداته وما يؤمن به، هذا الإقصاء الذي يتطور من حالة التهميش إلى حالة المحاسبة والملاحقة على الرأي والمعتقد، في إعادة للجرائم الفظيعة التي كانت تقوم بها محاكم التفتيش في العصور الوسطى.

إن أوروبا تكتب نهايتها الإنسانية في ما تقوم به، والشرق كله من مسلمين وغير مسلمين لن يتقبل ما يقوم به الغرب الأوروبي الأمريكي من امتهان لكرامة الإنسان واعتداء على حريته، وجريمة منظمة تجاه معتقداته، ودعم للشذوذ والعهر والحيونة.

إن نشر هذه القذارة التي تصرّ الحضارة الغربية على إنتاجها (اللواطة والسحاق ومعاشرة الحيوانات وزنا المحارم واشتهاء الأطفال قريباً وغير ذلك مما يتركز كله على الشذوذ الجنسي) ستفتك بها أولاً وتؤدي إلى انهيارها التام أمام الحضارات الأخرى عبر تفشي العنف الداخلي بين مجتمعات هذه الحضارة إذا لم تضمن للجميع حرية وحقوقاً متساوية وتكفّ عن الاستبداد وفرض هذه الوسخنة على البشر بالقوة.

 

أحمد وديع العبسيأوروبا وأمريكاإدريس غاناإدريسا غاناإدريسا غايالإسلاموفوبياالشذوذالشذوذ الجنسيالعهر الأخلاقيالغربالمثليةفرنسا والاستبداد