خيمة أمل.. فريق شبابي يقدّم خدمات تعليمية في مخيمات الشمال المحرر

عبد العزيز عنان

عبد العزيز عنان

تعاني مخيمات المهجرين في الشمال السوري من إشكالات ومصاعب عديدة، إلا أن أبرز هذه المشاكل هي افتقارها للمدارس والمراكز التعليمية التي تُعنى بتعليم الأطفال.

هذه المشكلة هي منذ اندلاع الثورة وتهجير المدنيين من قراهم بفعل الآلة الإجرامية لنظام الأسد، وهي آخذة بالتفاقم وبازدياد نتيجة لجوء ملايين المدنيين إلى الشمال السوري وتوزعهم على ما يزيد عن 1200 مخيم حسب إحصائيات الفرق المختصة بالموضوع.

هذه المعاناة دفعت شبانًا من مثقفي المجتمع  إلى تشكيل فريق (خيمة أمل التطوعي) واضعين هدفهم الأساسي تقديم الخدمات التي تساعد في تحسين الوضع التعليمي، وإنقاذ ما يمكن من أطفال المخيمات من بحر الجهل وإخراجهم إلى برِّ العلم والتعلم.

 

وللحديث أكثر عن الوضع التعليمي في المخيمات والخدمات المقدَّمة من قبل الفريق، التقت صحيفة (حبر) بالمسؤول عن الفريق (محمود العليوي)، وهو طالب كلية تربية سنة ثالثة، يقول محمود عن وضع التعليم في المخيمات: ” الوضع سيئ للتعليم في المخيمات، والحاجة ملحة لتعليم قسم من أطفال المخيمات الذين تجاوزت أعمارهم ١٠ سنوات وهم لا يعرفون قراءة الحرف أو كتابة أسمائهم، كل ذلك دفعنا إلى تشكيل الفريق  مع مجموعة من الشبان أصدقائي الجامعيين، ووضع خطة العمل والخدمات التي ستقدَّم للمخيمات والأطفال، وبعدها تم البدء بالتواصل مع  بعض الأشخاص المغتربين حول العالم لدعم الفريق وترويج الفكرة حول وضع التعليم في المخيمات، وبدأنا بشراء خيم تعليمية ومقاعد دراسية بعد تزويدنا بمبلغ بسيط من أحد المغتربين في الخارج، وقدمنا بتقديم  خمس خيم تعليمية موزعةً على خمس مخيمات.

المستفيدون من مشروع (خيمة أمل التطوعي):

وكان المستفيدون من المشروع بحسب (العليوي) عودة 155 طفلًا إلى مقاعد الدراسة، فيما قُدّم 50 مقعدًا دراسيًا للمخيمات الخمسة،  وخمس سبورات، و155حقيبة تعليمية متضمنة قرطاسية كاملة للطلاب، وقد وُزعت في مخيمات حول بلدة كفريحمول وهي: (مخيم تجمع الزيتون، مخيم العوجة، مخيم شابور مخيم تل الضمان، مخيم الفرن).

ويضيف العليوي أن العمل في تطور وتقدم مستمر نتيجة تجاوب المغتربين مع فكر الفريق التعليمي وارتياح من الأهالي لهذه الخدمات التي تعدُّ أهم من الأكل والسلة الإغاثية حسب رأي (أبو فياض) وهو أحد سكان مخيم (الفرن) بالقرب من بلدة كفريحمول، ويضيف (أبو فياض) أن “حاجة التعليم للأطفال مثل حاجة الشجر للماء، وهو مهم جدًا ويجب أن يعمل الجميع من أجل حق الأطفال في التعليم والعلم.”

ويأمل (محمود) ورفاقه استمرار مشروعهم التعليمي وتقديم المزيد من الخدمات والتسهيلات لاستمرار عجلة التعليم التي توقفت لفترات طويلة بسبب الوضع الأمني.

 

يذكر أن قطاع التعليم في الشمال السوري المحرر يعاني من مشاكل جمة أبرزها قصف النظام المتعمَّد للمدارس والمراكز التعليمية، بهدف وقف عجلة التعليم في ظل سياسته الممنهجة في تجهيل أطفال المحرر وإلحاق الأذى بهم، ومن الأسباب البارزة أيضًا قلة رواتب المعلمين، وانقطاع الدعم لفترات طويلة، وعمل كثير من المعلمين بشكل تطوعي لسنوات عديدة، ممَّا أثَّر سلبًا على قطاع التعليم العام في المحرر.

الشمال المحررالمخيماتسورياعبد العزيز عنانمخيمات الشمال السوري