بشار الأسد يمول حملته الانتخابية بأموال رجال الأعمال السوريين المغتربين

رزق العبي

 

تسعى حكومة الأسد لشرعنة الانتخابات، التي لاقت معارضة دولية واسعة، عبر تشجيع رجال الأعمال المغتربين وفي سوريا على إقامة فعاليات داعمة لـ  “بشار الأسد”، ودعمها بوسائل الإعلام الرسمية لإيصال رسالة مضمونها أن “الأسد يحظى بحاضنة شعبية في الخارج والداخل”.

كما أنّ الحملة الحالية يتمّ من خلالها استغلال الأطفال بشكل فاضح، كما أنّ “الأمل بالعمل” وهي عنوان حملة الأسد الانتخابية، تحمل رسالة واضحة للموالية.

حفلات على حساب التجار

تقام حفلات في دول خارج سوريا من قبل سياسيين أو فنانين أو رجال أعمال، وفي هذا السياق، أقيم حفل في العاصمة المصرية القاهرة بعنوان “من مصر إلى الشام”، برعاية رئيس جمعية الصداقة المصرية السورية، مدفوعاً من رجل الأعمال، طلال عطّار، جاء دعماً لمسرحية الانتخابات الرئاسية السورية.

وأوضحت مصادر خاصة في مصر، أنّ تكاليف الحفل كانت مدفوعة بشكل كامل من التاجر “عطّار”، وجاء بضغط من قبل الأجهزة الأمنية التابعة للنظام في دمشق، نظراً لوجود أعمال تجارية له في العاصمة.

لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على تلغرام اضغط هنا

ويشير مراقبون إلى أن “عدداً كبيراً من رجال وسيدات الأعمال والفنانين والفنانات المصريين يدعمون ويؤيدون النظام السوري بإعادة الإعمار ويقفون إلى جانبها وجانب جيشها وقيادتها وشعبها، ليس سوى تملق لصون أملاكهم وتجارتهم في سوريا ومصر”.

استغلال الأطفال

تنتشر بين الحين والآخر ما يقال إنها “مسيرات ووقفات شعبية” تأييداً لرأس النظام السوري، يظهر فيها بشكل واضح مشاركة الأطفال عبر فعاليات تقيمها منظمة “طلائع البعث” التابعة للحزب الحاكم، وهو ما يعتبر استغلالاً واضحاً للأطفال في دعم حملة “الأسد” الانتخابية.

ونشرت مصادر إعلام موالية مقطعاً مصوراً يظهر تلقين أطفال الهتاف لبشار الأسد، خلال صلاة العيد، في إحدى القرى السورية.

ويظهر في الفيديو المصور في إحدى قرى ناحية “بيت ياشوط” بريف جبلة، خطيب المسجد وهو يقول إننا لن نكون بخير إن لم نكن صفاً مع بشار الأسد، لينتقل المصور إلى الطرف المقابل ويصور أطفالاً وهم يقاطعون الخطيب بالهتاف “بالروح بالدم نفديك يا بشار”.

ويصرّ نظام بشار الأسد على الإيحاء من خلال إعلامه وتصريحات مسؤوليه، بأنه يملك الشرعية القانونية والدستورية لإقامة الانتخابات في موعدها، ضارباً عرض الحائط بجميع الأصوات المعارضة لهذهالانتخابات، سواء كانت من داخل سوريا أومن خارجها.

من “سوا” إلى “الأمل بالعمل”

أعلن النظام السوري أنّ حملة بشار الأسد الانتخابية تحمل اسم “الأمل بالعمل” العنوان الذي لاقى استهزاء شعبياً واسعاً، وكذلك رأى البعض فيها رسالة واضحة من الأسد لمواليه، بضرورة العمل، وعدم الاعتماد على النظام السوري في تحقيق حياة كريمة.

اقرأ أيضاً: لبنان تبدأ بترحيل السوريين الذين انتخبوا بشار الأسد

ولعل اسم حملته في عام 2014 التي حملت عنوان “سوا” والتي كانت تتركز بشكل أساسي على النهوض باقتصاد البلاد، أكبر صدمة للموالين، إذ انهارت الليرة السورية طوال سنوات “فوز الأسد” بتلك الولاية.

كما أنّ “الأسد” وبعد سبع سنوات من استمراره في منصب الرئاسة لم تحقق حملته أيّاً من أهدافها، فانهارت الليرة السوريّة إلى نحو 4500 مقابل الدولار الأميركي مطلع عام 2021.

وعن عمليّات إعادة الإعمار، فحتى الآن لم تبدأ عمليّات حقيقيّة من شأنها إعادة إعمار البنى التحتيّة، فلم تستطع “الحكومة السوريّة” حتى الآن، إعادة التيّار الكهربائي إلى العديد من المناطق التي استعادت السيطرة عليها خلال السنوات السابقة، في حين تشهد مناطق سيطرة قوّات النظام أزمات اقتصاديّة عدّة، تتلخص بنقص المواد النفطيّة والخبز، حيث تنتشر الطوابير في شوارع دمشق وحلب وغيرها من المناطق، لا سيما أمام محطات البنزين والمخابز.

ولا يتوقع أحد من خبراءالمشهد السوري، أن تحمل هذه الانتخابات الرئاسية أية مفاجأة، وتجمع التوقعات على أن الرئيس الحالي بشار الأسد سيفوز بولاية رئاسية جديدة هذه المرة أيضا كونه لا وجود لمنافسين جديين له.

 

السوريون المغتربونانتخابات الأسدبشار الأسدرجال الأعمالرزق العبيسوريا