انحياز الدور الأمريكي وسط تعقيدات الملف السوري

علي سندة

0 877

 

 

 

علي سندة

يزداد الملف السوري تعقيدًا وتشابكًا بين القوى المتصارعة على أرض سورية كونه محورًا من عدة مصالح متشابكة بين القوى الموجودة، ما يعرضه للمساومة فيما بينها مهما كان نوعها إيجابية أم سلبية وسط غياب الدور السوري الفاعل.
ومؤخرًا كثرت الملفات، عقب اجتماع بايدن مع بوتين، الذي تزامن مع تصعيد روسي في قصف مناطق إدلب واستعراض روسيا لعضلاتها اليوم في مناورات بحرية قبالة السواحل السورية  في مظهر واضح لمحاولة روسيا التشويش على عودة الولايات المتحدة للخلف خطوة باجتماع تعقده في روما لمجموعة من الدول الفاعلة في 28 من هذا الشهر.

وفي ظل هذا الحراك السياسي والعسكري بات الدور الأمريكي رماديًا في الملف السوري حتى أن تأكيدات عدم الانسحاب من سورية بالأمس لا تتسق مع الإمكانيات السياسة الأمريكية القادرة على عدم السماح بتمييع الحل السياسي وفتح الثغرات في قانون قيصر مثلاً؟

فهل يمكننا القول إن الولايات المتحدة تسعى لحل أزمة أم لإدارتها واستنزاف كل أطرافها؟

منذ استلام بايدن السلطة مطلع العام الحالي اتضح البرود الأمريكي في الملف السوري، وقد أنبأ ذلك عن تغيير في الإستراتيجية الأمريكية تتجه نحو جعل سورية ورقة مساومة سلبية لدى بايدن مع بقية الأطراف لكسب ملفات أخرى في حلبات صراع غير سورية، وربما هذا ما يفسر الغموض الأمريكي بالسياسة تجاه سورية، الذي تطور إلى بداية انحياز من قبل واشنطن التي تسير حاليًا نحو إدارة الأزمة السورية وليس حلها؛ للتهدئة مع موسكو من جهة، وإنجاح المفاوضات النووية مع طهران من جهة أخرى.

اقرأ أيضاً: التنميط كقضية خاصة جدًا (رزان زيتونة)

فأما لجهة طهران فقد عدَّلت وزارة الخزانة الأمريكية على قانون قيصر، لتيسير عمل الجمعيات المؤيدة لنظام الأسد، من خلال اقتراح تعديل على البندين (884 و885)، لا سيما رفع العقوبات عن شركتين تتبعان لسامر الفوز المقرَّب من طهران، فضلًا عن العديد من المنظمات التابعة للنظام التي تعمل بغطاء إنساني، ورفع العقوبات عن شخصيات إيرانية بارزة، وبالتالي سهَّلت واشنطن عمل طهران في سورية لحساب الأسد على المعارضة، ثم إن إدارة بايدن إلى الآن لم تفرض أي عقوبات على شخصيات ومؤسسات ضمن قانون قيصر.

لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على تلغرام اضغط هنا

أما لجهة روسيا، فبعد وصف بايدن نظيره الروسي بالقاتل في وقت سابق، وصفه مؤخرًا بأنه خصم جدير بالاحترام قبل القمة التي جرت بينهما بجنيف، وربما هذا ما يفسر وجود نظرة لبايدن مفادها التقرب من بوتين لحل الملفات العالقة بينهما، خاصة أن القمة وُصفت بأنها وقف لتدهور العلاقات بين البلدين، ورغبةً من بايدن بإقامة علاقة تعاون مع موسكو في ملفات عديدة، لا سيما نووي إيران ومحاربة داعش وتهدئة الاحتقان الروسي على الحدود الأوكرانية.

إن بايدن منذ استلامه السلطة غيَّر ميزان ترامب في سورية، من أزمة تستغل لعقد الصفقات إلى أزمة يزاود بها الأمريكيين إنسانيًا وسياسيًا من خلال المعابر وزيارة الحدود والمخيمات وعقد المؤتمرات والاجتماعات و (المطالبات)، بحيث تعكس هذه السياسة المصلحة الأمريكية القائمة اليوم، كونها المستفيد الأكبر من الوضع السوري وبأقل الخسائر من كل الأطراف، لذلك هي ترسخ سياسة الوضع الراهن وتثبيته.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط