طابور الموت..ما الذي يمر به المحكومون بالإعدام؟

ريم سريول

0 332

إن تعرُضَ المحكوم عليهم بالإعدام للحبس فترة طويلة مع معرفتهم بحتمية مصيرهم “الموت” يغذي حالات الهذيان والميل للانتحار و قد يؤدي تماماً إلى الجنون وهذا ما يعرف بظاهرة طابور الإعدام التي تأتي كنتيجة غير نادرة إثر بقاء الشخص لفترة طويلة في قوائم المحكوم عليهم بالإعدام قبل التنفيذ بغية التأكد لئلا يتم تنفيذ الحكم إلا على المذنب.

يشير مصطلح “طابور الإعدام” إلى منطقة السجن التي يتم فيها احتجاز السجناء المحكوم عليهم بالإعدام منذ اللحظة التي حُكم عليهم فيها بالعقوبة بسبب جريمة جنائية في أول درجة من التقاضي إلى أن يتم إعدامهم أو استبدال العقوبة أو الإفراج عنهم في حالة تبرئتهم.

ومن المعروف أن الحكم بالإعدام عقوبة مزدوجة فقد يبقى المتهم سنوات طويلة في زنزانته المنفردة بمعزل عن البشرية و انعدام التلامس بين الأحبة و الأهل و ضوء دون الطبيعي أو معدوم و بحرارة منخفضة قبل تنفيذ الحكم وربط المحكوم إلى حبل المشنقة ومع طول فترة التحقيق و تآكل الصحة النفسية للمحكوم يختار بعض الأبرياء سكة الموت للفكاك من الهذيان كما حصل في واقعة علي الجبوري الذي تم اتهامه بقتل زوجته المختفية وأنكر معرفته بمكانها أو بما حصل لها لكن و مع تضييق الخناق عليه و إحكام _وسائل الاعتراف _ عليه اعترف أنه قام بقتلها و بينما حكم عليه القاضي باطمئنان بالإعدام ظهرت زوجته و هي على قيد الحياة!

لمتابعة كل جديد تابعنا على فيس بوك 

اختار الجبوري الحكم بالإعدام على الرغم من براءته حيث يشنق مرة واحدة أما إجراءات التحقيق و الضغط عليه للاعتراف بما لم يفعل فكانت تقتله يومياً عدة مرات.

و هذا يتعدى الكثير من حقوق لسجناء إن لم يكن كلها
فأنتوني جريفز الذي بقي محبوسا في طابور الموت في تكساس عدة سنوات بين 1994 -2006 بسبب جريمة لم يرتكبها يصف وجوده هناك أن البقاء في صندوق صغير تحت الأرض و بينما يمر الآخرون من فوقه لا أحد يستمع إلى صراخه لا يوجد أي اتصال بشري ظلام يدفعك للجنون لا شيء من التأهيل الاجتماعي أو وسائل تخفيف العنف في السجون , القانون الذي يفترض أنه يحميه لا يفعل شيئاً سوى أنه يدفعه للهستيريا، و الذين يفقدون عقولهم حقاً يتم دفنهم، هذا كل ما يفعلونه !

انتحار شاب في مدينة عفرين بسبب فتاة (فيديو)

على الجانب الآخر يعزز الإيمان و الاعتقاد الديني الاستقرار النفسي و التقبل لكل ما يمر به ولو كان ظلماً كما حصل مع مطيع الرحمن نظامي الذي قال أبناؤه عن هيئته قبل تنفيذ الحكم فيه أن وجهه كان يتلألأ و يشع وقاراً على عكس من يكونون مقبلين على الموت ممن يعانون الهذيان و انعدام اللون.

حتى إنهم عندما طلبوا منه أن بتقدم بطلب استرحام للرئيس قال بكل رسوخ و ثبات : “إنني مؤمن بأن الموت والحياة بيد الله جل وعلا وحده، ولا أريد أن أخسر إيماني بالله بطلب العفو من عبد مثلي كائنا من كان.”
و عندما ألح عليه مدير السجن بتقديم الاسترحام أخذ الورقة و كتب عليها بخط واضح عريض : “لم أقترف ما اتهمتموني به ولن أطلب العفو ولن أسترحم أحدا إلا الله”
ويبقى ما تم ذكره شهادات عامة لبعض الذين استطعنا الوصول اليهم و ما خفي أعظم فالفروق الفردية بين الحالات تصنع اختلافات جمة بين سيكولوجية كل منتظرٍ على طابور الموت قبل الموت .

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط