مركز لمحو الأمية شمال إدلب

محمد المعراتي

0 3٬994

محمد المعراتي

في خضم المعاناة والظروف القاسية التي نمرُّ بها من حرب ونزوح وتشرد، نتج جيل من الأميين لا يعرفون القراءة والكتابة، وكان لابد أن يُلتفت لهذا الموضوع، ويُعاد زرع الأمل في قلوب تسلل إليها اليأس وأوقع بها وأذاقها الويلات.

وبمبادرة شبابية من بعض المعلمين، وبدعم من جمعية (شام للأيتام والأرامل)، تم افتتاح أول مركز تعليمي لمحو الأمية للقضاء على الجهل في مخيمات الشمال السوري.

حيث يقدم المركز خدماته بشكل رئيس للأرامل والأيتام ممَّن لم يتلقوا التعليم ولا يعرفون القراءة ولا الكتابة.

التقينا الأستاذ (وسيم أبو مصطفى) مسؤول جمعية (شام للأيتام والأرامل) في مخيمات أطمة وما حولها ؛ للوقوف على تفاصيل عمل المركز، حيث أفادنا بقوله: ” يقدم المركز التعليمي خدماته بشكل  مجاني للأيتام والأرامل، ويقدم العديد من الخدمات للطلاب من قرطاسية ولوازم دراسية ومناهج تعليمية، وجميعها على نفقة المركز من دون أن يتم أخذ أي مبلغ من الطالب”.

لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على تلغرام اضغط هنا

وأضاف أن “المركز يقدم خدمات للفئات العمرية كافة من عمر 8 سنوات وحتى عمر 55 سنة، ويحرص المركز على أن تكون المدرسات حصرًا من الأخوات الأرامل.

المركز يشهد إقبالاً كبيرًا وممتازًا، فاضطرت الإدارة على أن تضع امتحانًا لقبول الطلاب حتى يكون المتقدم أميًا بشكل كامل ولا يعرف القراءة والكتابة”.

وأردف الأستاذ (وسيم) أن “المركز خصص مكافئات وجوائز للمتفوقين، وقد وصلت هذه المكافآت إلى 600 دولار شهريًا”.

وعند سؤاله عن أهم المعوقات التي تواجه المركز قال: “يواجه المركز حاليًا مشكلة كبيرة تهدد استمراريته وهي أن دائرة التعليم الخاص التابعة لحكومة الإنقاذ عدَّت المركز مدرسةً خاصة، وفرضت عليه رسوم ترخيص قدرها 200 دولار أمريكي، وعاملت المركز معاملة المدارس الخاصة الرابحة، والمركز حاليًا عاجز عن الدفع.

حيث إن دعم المركز مقتصر على رواتب المعلمين، التي تعدُّ ضعيفة جدًا وتبلغ ستون دولارًا شهريًا فقط للمعلمة، وإذا أصرت دائرة التعليم الخاصة على طلبها ستضطر الجمعية إلى نقل موقع المركز إلى قرية تركمان بارح في أعزاز، وهذا سيؤدي إلى حرمان أكثر من 100 طالب وطالبة أعمارهم ما بين الثمانية والخامسة والخمسين من حق التعلم”.

موسم الزيتون في شمالي حلب.. إنتاج قليل وتصريف محلي

ويناشد المسؤولون على المركز أصحاب القرار كي يعيدوا النظر بموضوع المركز؛ لأن المركز غير قادر على دفع الرسوم حتى لو اضطرت الإدارة إلى إغلاقه، فضلًا عن أن المركز استعار المقاعد والألواح الخاصة بالتعليم والطاولات واللوجستيات من جمعية عطاء نظرًا لضعف الإمكانيات، بحسب الأستاذ وسيم.

(أم محمد) سيدة في مقتبل الخمسين من العمر وطالبة لدى مركز (اقرأ) تقول إنها كانت تحلم سابقًا بمتابعة تعليمها وتعلمها القراءة والكتابة لتتمكن من قراءة القرآن، كونها حُرمت من قراءته وتلاوته لسنوات طويلة، وأردفت أنها وجدت ضالتها وبصيص الأمل في هذا المركز، والكادر كله متعاون بشكل مثالي مع الطلاب من معلمين وإدارة، ويقدرون وضع الطلاب ويستوعبونهم إلى أبعد الحدود، شاكرةً أصحاب هذه المبادرة الرائعة، التي تشكل بارقة أمل للكثيرين من أمثالها.

وأنهت (أم محمد) مناشدةً كافة الجهات والمنظمات لدعم المركز للحيلولة دون إغلاقه واستمراره في تقديم خدماته، ليبقى السؤال دائمًا: إلى سيبقى المواطن ضحية قرارات تعسفية بعيدة عن الواقع وعمَّا يعيشه المواطنون من معاناة؟!

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط