‌مدرسة باب الله في أريحا تفتقر لأدنى مقومات التعليم

هبة الميجن

0 2٬871

 

يعدُّ التعليم أهم القطاعات في المجتمع لتحقيق النهضة، إلا أن آلة الحرب المستمرة في سورية ماتزال تقتل حلم الأطفال، ومجزرة نظام الأسد التي ارتكبها منذ أيام في مدينة أربحا ، التي راح ضحيتها أطفال ذاهبون إلى مدرستهم ، دليل واضح على قتل الطفولة والعلم، ويزيد الأمر معاناة افتقار المدارس لأدنى مستلزمات التعليم في ظل الحرب.

مدرسة (باب الله) في مدينة أريحا، حالها مثل كثير من مدارس الشمال السوري، إذ تفتقر لكل ما هو ضروري من المستلزمات الأساسية.

حيث تعاني هذه المدرسة من نقص الكوادر، ومستلزمات التعليم من (مقاعد، وكتب، وقرطاسية)، وغيرها من الوسائل التعليمية.

 

استمرار التعليم رغم الصعوبات:

رغم ما يعانيه الطفل (محمد الأسعد) في الصف السابع من صعوبات وتعب، إلا أنه يسعى لإكمال دراسته، يقول محمد: “اضطر إلى المشي مسافة بعيدة قاصدًا المدرسة في القرية المجاورة، فالتعليم في مدرستنا لا يتخطى المرحلة الابتدائية، أتحمل أمطار الشتاء وحرارة الصيف والطرق الوعرة، وأغلب التلاميذ تخلوا عن دراستهم بسبب ما يعانونه من صعوبات في طلب التعلم، أما أنا فأحاول ألَّا أتخلى عن دراستي لأحقق حلمي وحلم أهلي”.

نقص في المياه الجوفية بالشمال المحرر وتلوثٌ بالسطحية

والدة الطفل محمد من قرية باب الله تشتكي من بقاء أطفال بلا تعليم، والصعوبات التي يعانيها ابنها محمد، تقول: “الكثير من أطفال القرية بلا تعليم، وأغلبهم لديهم ضعف شديد باللغة العربية، إذ لا يستطيعون قراءة الحروف.

ناشدنا العديد من الجهات والمؤسسات التعليمة، لكن بلا فائدة، فصار الأهالي لا يسمحون لأطفالهم بإكمال التعليم، وزوجوهم مبكرًا ليساعدوهم”.

المدرس (خالد الإبراهيم) يقيم في قرية باب الله، وهو نازح من معرة النعمان، افتتح المدرسة بنفسه دون وجود أي جهة داعمة، يحدثنا عن وضع المدرسة الحالي بقوله: “العام الفائت عمل المعلمون بشكل تطوعي، وتخلى معظمهم عن مهنة التدريس، وهذا العام لا يوجد أي كادر تعليمي سوى أنا واثنين من المعلمين.

لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على تلغرام اضغط هنا

بالإضافة إلى ذلك يفتقد الطلاب إلى المستلزمات التعليمية من مقاعد وكتب وقرطاسية ووسائل تعليمية، ونعاني بتأمين الكتاب المدرسي للطالب، ما يضطرنا إلى إعادة تدوير الكتب وتداولها مستعملةً”.

وعن افتتاح المدرسة أفادنا بقوله: “عملت بمساعدة المعلم (أحمد اليوسف) على افتتاح المدرسة التي كانت مغلقة فيما سبق، لإكمال تعليم الأطفال وتحسين مستواهم التعليمي، وتعويض ما فاتهم بإمكانيات ضئيلة جدًا.

ويبلغ عدد الطلاب 150 طالبًا في المرحلة الابتدائية، ويحوي كل صف 60 طالبًا، موزعين على مقاعد أقل من عددهم بكثير”.

الأستاذ (أحمد اليوسف) يضيف: “نحن بلا رواتب، ونقدم عملنا بشكل تطوعي لتقديم ما يمكننا فعله للطلاب في ظل هذه الظروف المتردية، نأمل أن يتحسن وضع المدرسة،

إضافة إلى مستوى الطلاب السيئ، الذي يدل على إهمال الأهالي لضرورة التعلم والعلم.

من حق الأطفال أن يتعلموا على أكمل وجه مثل باقي الطلاب في كافة المناطق”.

آلية التعليم الحالية بمدرسة باب الله:

وعن آلية التعليم الحالية بالمدرسة يوضح (اليوسف): “قمنا بتقسيم الطلاب إلى فئتين،

الفئة الاولى تضم الصف (الأول، والثاني، والثالث)، وتدريسهم تجميعي، وباقي الصفوف يقوم الأستاذ (خالد) بتعلميهم بسبب عدم وجود كادر تدريسي غيرنا بالمدرسة”.

واقع مأساوي في التعليم يعيشه سكان قرية (باب الله) بأريحا، فهم بحاجة رعاية ودعم من قبل جهات مختصة ورسمية بالتعليم؛  لإنقاذ مستقبل أطفالنا وإكمال أحلامهم.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط