على امتداد الشمال السوري.. تخريج المئات من حفظة القرآن الكريم

عبد الحميد حاج محمد

عبد الحميد حاج محمد

تشهد المناطق المحررة شمال سورية نهضة علمية كبيرة في شتى مجالات التعليم، وبرز مجال تحفيظ القرآن الكريم بشكل كبير على امتداد المناطق المحررة.

وقد شهد الأسبوع الماضي عدة حفلات لتخريج المئات من حفاظ القرآن الكريم وتكريمهم في عدة مناطق في كل من ريفي إدلب وحلب، وقد رصدت (صحيفة حبر) بعض تلك الحفلات.

حفل تخريج حفَّاظ كبير في مدينة أعزاز

أقيم يوم الإثنين الماضي حفل ضخم لتخريج ما يزيد عن 100 حافظ وحافظة للقرآن الكريم في مسجد (عمر بن عبد العزيز) في مدينة أعزاز، وقد حضر الحفل شخصيات تركية وشخصيات ثورية سورية.

الشيخ (أحمد علي ياسين) مدير الأوقاف والإفتاء والشؤون الدينية في مدينة أعزاز يقول لصحيفة حبر: “إن عدد الطلاب الحفّاظ الذين تم تخريجهم في 25/1/2021 بلغ 105 حافظ وحافظة، بينهم 38 حافظة لكتاب الله عزّ وجل.”

اقرأ أيضاً: عدة جهات تصدر الأوراق الثبوتية في المناطق المحررة وجميعها غير رسمية!

وأضاف الشيخ أن “مديرية الأوقاف أطلقت على اسم الحفل الذي أقامته للحفاظ: (الوفاء لشهداء الثورة السورية).”

وعن أعمال المديرية بالنسبة إلى تحفيظ القرآن الكريم فإن (مكتب تعليم القرآن) يدير حلقات القرآن المنتشرة في مساجد المدينة ومساجد الريف التابع لها، وبتوقيت يتناسب مع دوام المدارس لكي يتمكن الطلاب من متابعة حفظ القرآن الكريم.

ويبلغ عدد الطلاب في حلقات القرآن 12 ألف طالب وطالبة، موزعين على مساجد المدينة والمخيمات التابعة لها والقرى المجاورة، بحسب مديرية الأوقاف في أعزاز.

مدارس متخصصة لتحفيظ القرآن

يقول الشيخ (أحمد ياسين): ” لدينا مدرستان متخصصتان بتحفيظ القرآن الكريم، وهي مدرسة (أبي أيوب الأنصاري، والإمام الشاطبي)، ويدخل إلى المدرستين الطالب ويحفظ القرآن الكريم كاملاً في مدة سنتين، مع علم التجويد وبعض العلوم الشرعية والأخلاق، وتضم المدرستين ما يقارب 500 طالب وطالبة.”

وعن خطة المديرية يقول الشيخ إنهم يسعون لتخريج كل عام دفعة مماثلة للحفاظ الذين تخرجوا خلال الحفل الأخير، أو تخريج 100 حافظ وحافظة على الأقل سنويًا.

اقرأ أيضاً: حبر تتحقق من ادعاء عدم ترخيص معمل (ريفا فارما) الدوائي

وقد نوَّه الشيخ (أحمد) إلى أن تنشئة الجيل تنشئة مستقيمة تعود بالنفع على المجتمع، وهذا ما يسعون إليه، ضمن توعية دينية متوسطة بعيدة عن الغلو والتشدد.

ولا يخلو مشروع تحفيظ القران الكريم من صعوبات، حيث يلخص لنا الشيخ (أحمد) تلك الصعوبات بأنها تتركز في حلقات تحفيظ القرآن الكريم في المخيمات، حيث إن التعليم يكون في خيام تتعرض لظروف جوية صعبة سواء حرارة الصيف أو برودة الشتاء، إضافة إلى الحاجة لزيادة عدد الكوادر؛ لأن هناك توافد كبير من الطلاب على حفظ القرآن الكريم.

وليس ريف حلب الشمالي هو الوحيد الذي يشهد نهضة علمية في حفظ القرآن الكريم، ففي إدلب وخلال العام الماضي أُقيمت عشرات الحفلات التي تخرجت فيها قوافل من حُفّاظ القرآن الكريم.

الجمعية الخيرية للقرآن الكريم

تُعدُّ من أضخم الجمعيات المهتمة بتحفيظ القرآن الكريم في المناطق المحررة، وقد خرَّجت خلال السنوات الماضية الآلاف من حفظة القرآن الكريم في مناطق عديدة، وأقامت مؤخرًا عددًا من حفلات التخرج لحفاظها في منطقة إدلب.

وشهدت مدينة (أطمة) شمال إدلب يوم الخميس الماضي حفل التخرّج الأخير الذي تقيمه الجمعية لحفاظها، حيث كرمت خلاله 70 حافظًا وحافظة لكتاب الله.

اقرأ أيضاً:

(نضال مكاوي) المدير التنفيذي للجمعية الخيرية للقرآن الكريم يقول لحبر: “إن الجمعية الخيرية للقرآن الكريم في سورية، أطلقت مشروع قوافل الحفاظ عام 2018 وتم تخريج القافلة الأولى، وحينها بلغ عدد الحفاظ 81 حافظًا وحافظة، وفي العام 2019 خرجت القافلة الثانية وضمَّت 204 من الحفّاظ بين حافظ وحافظة، والقافلة الثالثة للعام 2020 وصل عدد الحفاظ فيها إلى 326 حافظًا وحافظة.

ولم تستطيع الجمعية إقامة حفل واحد لقافلة الحفاظ الثالثة التي تجاوز عدد حفاظها 326 حافظًا، بسبب انتشار فيروس كورونا، وضخامة العدد، مما دعا الجمعية لإقامة حفلات تخريج عديدة.

ويضيف (مكاوي) أن “للجمعية مراكز تحفيظ قران عديدة منتشرة في عدة مناطق منها أطمة، ومنطقة المخيمات، ومركز في ريف حلب الغربي الأتارب وما حولها، وفي دارة عزة وإدلب المدينة، وعدة مناطق أخرى كثيرة في غالبية مناطق المحرر.”

ويرى (مكاوي) أن مشاريع تحفيظ القران الكريم من أهم المشاريع في مناطقنا، وقد أطلقنا مشروع القافلة الرابعة، والعمل مستمر عليها.”

في حين لخَّص المدير التنفيذي للجمعية الصعوبات التي عانوها وهي بسبب التهجير والقصف الذي تعرضت له المناطق المحررة، حيث كانت العديد من مراكز التحفيظ في ريف إدلب الجنوبي ومعرة النعمان وريف حلب الجنوبي، فتعرضت تلك المراكز للتهجير والنزوح، إلا أن الطلاب أصروا على إتمام حفظهم.

جمعية (تاج) لتحفيظ القرآن الكريم

بالتزامن مع الحفل الذي شهدته (أطمة) يوم الخميس الماضي، شهدت مدينة إدلب حفلاً ضخمًا يعدُّ الأكبر من نوعه لتخريج الحفاظ وذلك يوم الخميس أيضًا.

حيث أقامت جمعية (تاج) لتحفيظ القرآن الكريم في أروقة المركز الثقافي بإدلب حفلاً لتخريج 139 حافظًا وحافظة لكتاب الله.

(عبد الله أبو الهوس) مدير مركز إدلب في جمعية (تاج) لتعليم القرآن يقول: “إن الحفل الذي أقيم يوم الخميس هو الحفل السنوي المركزي للجمعية عن كافة مراكزها احتفاءً بالإنجازات التي حصدتها الجمعية عن سنة 2020.

وقد كُرِّم خلال الحفظ 139 حافظًا لكتاب الله، بينهم 64 حافظًا مجازًا بالقرآن الكريم، بالإضافة إلى إجازة الطالب الموهوب (زيد عامر) بالقراءات العشر، الذي يحفظ القرآن مع رقم الآية والصفحة، وحضر الحفل عدد كبير من الشخصيات الثورية والنشطاء.

وتقيم الجمعية معظم دورات التحفيظ في مساجد المدينة حسب (أبو الهوس)، وتضم تلك الحلقات 400 طالب وطالبة، وما يقارب 60 طالبًا يشرعون بقراءة الإجازة.

 

وتلقى دورات تحفيظ القرآن الكريم استحسان الأهالي في المناطق المحررة، وبدا ذلك من خلال تشجيع أبنائهم على حفظ القرآن الكريم، وإرسالهم إلى تلك الدورات التي تزايد نشاطها مؤخرًا.

 

أعزازإدلبالقرآن الكريمحفظ القرآن الكريمريف حلبعبد الحميد حاج محمد