فريق الأثر التطوعي يطلق مبادرة العلاج الفيزيائي في الشمال السوري

نوفة الباطي

3٬346

يعد الشمال السوري من أكبر التجمعات الإنسانية من حيث العدد إذ يضم مهجرين من مختلف مدن وقرى وبلدات سورية يعيشون في ظروف صعبة اقتصادياً وأمنياً ومن بين هذه المآسي خرج فريق الأثر التطوعي منذ خمس سنوات، ليمد يد العون للأهالي محاولاً تقديم ما يمكن عنهم وطأة هذه الظروف.

يقول قائد الفريق الأستاذ خضر أحمد محمد: من واجبنا أن نساعد أهلنا ونخفف من معاناتهم ولاحظت وجود عدد من الشباب والشابات لديهم الرغبة في مساندة أهلنا لنشكل فريق تطوعي، وكان عمله آنذاك في التوعية الصحية من كورونا (كوفيد 19)، وإدارة حالة لتخديم المصابين والمعاقين نتيجة الحرب.

وأضاف: أطلقنا هذه المبادرة لما رأيناه أثناء عملنا في التوعية الصحية، من إصابات ومعاناة من الألم، منذ سنة وخمسة أشهر ليتم افتتاح هذا المركز بجهود أعضاء الفريق  وسط المخيمات ليستطيع الجميع الوصول ليه،  لدينا معالجة تقوم على علاج النساء والأطفال، ومعالج يقوم على علاج الرجال والزيارات المنزلية، وقد تم تخريج عدد من الحالات بعد شفائها وإعطائها تعليمات للقيام بها في المنزل، فعملنا يومي بلا انقطاع، رغم ما نعاني من نقص في الأجهزة والمعدات وفقد للدعم فنحن مستمرون رغم هذا لنكون سنداً لهم.

 

أما الأستاذ عبد الله حبيو وهو معالج فيزيائي في الفريق فيقول: انضممت للفريق لِما رأيته من عمل إنساني وهمة عالية لدى الفريق في مساعدة أهلنا في المخيمات بعد إطلاقهم مبادرة في العلاج الفيزيائي وتوافد المرضى إلى مركزهم بمختلف الحالات والأعمار، كما تشمل هذه المبادرة الزيارات المنزلية لبعض المرضى.

وتابع: نحن نبذل كل ما باستطاعتنا للتخفيف عن أهلنا في المخيمات، فهناك أناس لا تملك ثمن جلسة للمراكز العلاج الفيزيائي حيث يبلغ سعر الجلسة /5/$، وهم بأمس الحاجة لهذا العلاج، تأتي للمركز حالات مختلفة منها ضمور دماغي، وعمل جراحي، قصر أوتار، دسك قطني، دسك رقبي، حالة جنف، حثر عضلي، خذل شقي، شلل نصفي، شلل رباعي، ومنهم إصابات حربية أيضا وحوادث سير، ولكل حالة هناك بروتوكول معين نتبعه حسب الإصابة والعمر. ونحن بحاجة للدعم لاستمرارية هذا العمل ويجب توفير الأجهزة اللازمة

 

وذكر والد المصاب عبد الله العبدو قائلاً: كنت يائساً من حالة ابني فهو يعاني من شلل نصفي بسبب استسقاء دماغي منذ طفولته، فسمعت بهذا المركز ولم أتردد فأتيت إليهم وشرحت حالة عبد الله لهم، وبعد عدة زيارات للمركز وتطبيق التعليمات التي قدمها لنا المعالجون في المنزل والمركز، كانت خطوات عبد الله الأولى في المركز وكانت سعادتنا في ذلك الوقت لا توصف، رغم عدم توفر الإمكانيات اللازمة فهم يقدمون عملاً جباراً.

وقال الشاب مصعب: أعاني من حثل عضلي بعد سن العاشرة كنت أتألم كثيرا ولا أستطيع الخروج ولا أملك مالاً لدفع أجور العلاج الفيزيائي، وعندما سمعت بوجود مركز الأثر المجاني، قمت بزيارتهم وتم استقبالي، وأنا اتابع جلسات العلاج بانتظام وبشكل دوري دون انقطاع والحمد لله خف عندي الألم كثراً وحالتي في تحسن.

 

الجدير بالذكر أن حالات الإصابة التي تحتاج إلى علاج فيزيائي في المحرر كبيرة جداً بسبب القصف الذي تعرضت إليه المنطقة مما خلف إصابات كثيرة ومتنوعة تحتاج حقاً إلى جهد كبير وتكاتف عدد من المنظمات لتقديم العون لهؤلاء المصابين.

 

 

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط