مع اقتراب الشتاء.. ركود لدى محلات الألبسة في إدلب وإقبال على البالة

محمد المعراتي

0 4٬042

محمد المعراتي

في ظل ما تعيشه المناطق المحررة من أزمات آخرها أزمة كورونا، التي ألقت بظلالها على كافة الأصعدة، لا سيما الصحية والاقتصادية وحتى الاجتماعية، وأدت إلى ظروف معيشية صعبة يعاني منها السكان، أصبح أكبر الأمنيات تأمين قوت اليوم لينام رب الأسرة وهو مطمئن على أطفاله.

وفي خضم كل تلك الأزمات يحل على السوريين في المناطق المحررة فصل الشتاء ضيفًا ثقيلًا في عدته وعتاده، لقلة الاستعداد في استقباله من قبل الأهالي، لا سيما في عدم استطاعة تأمين مواد التدفئة والألبسة الشتوية، وحتى إيجاد فرص عمل يتم من خلالها تأمين لقمة العيش، ليزيد هذا الفصل من معاناة الأهالي وتعبهم في الحصول على أدنى متطلبات الحياة.

وفي هذا السياق رصدت صحيفة إقبالًا كبيرًا على محال الألبسة الأوربية المستعملة (البالة)، وقد قابل ذلك حالة ركود كبير في الأسواق لمحال الألبسة الجديدة.

وعند الاستفسار والسؤال عن الأسباب، تبيَّن أن الارتفاع المجنون بأسعار الألبسة الجديدة هو السبب الأبرز، فضلًا عن أسباب أخرى؛ لذلك مال الأهالي إلى الألبسة الأوروبية المستعملة كونها أقل ثمنًا.

لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على تلغرام اضغط هنا

(عبد العزيز) أستاذ لغة عربية وأب لأربعة أطفال مقيم في إدلب يقول: “إن أهم أسباب توجه السكان لمحال الألبسة المستعملة هو الأرباح المبالغ فيها من قبل تجار الملابس الجديدة، مما يؤدي إلى ارتفاع خيالي في الأسعار، إضافة إلى استغلال التجار التعامل بالليرة التركية، الذي انعكس سلبًا على المواطن، حيث أصبح التجار يجنون أرباحًا طائلة مستغلين تأرجح أسعار الليرة التركية وضعف إلمام السكان بالتعامل بالعملة التركية”.

 

في حين يقول (شادي) أحد أصحاب محال بيع الألبسة الجديدة في إدلب: “السوق يشهد حالة ركود وضعف إقبال شديد على شراء الألبسة الجاهز هذه السنة بشكل كبير عمَّا كان الأمر عليه في السنة الماضية؛ بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة التركية، فانعكس ذلك سلبًا على الأسعار التي ارتفعت”.

روسيا وتركيا.. واقعية تفرضها القوة وتردد يصنع العجز

(خالد) أب لخمسة أطفال يقول: إنه إذا أراد إكساء أطفاله الخمسة من محال الألبسة الجاهزة ببدل واحد لكل طفل، فإنه يحتاج على الأقل إلى مئتي دولار أميركي، بينما من محال الألبسة الأوروبية المستعملة خمسين دولارًا تكفي لشراء العديد من الألبسة للجميع، على حد تعبيره.

وما بين هذا وذاك، هناك إجماع واحد على أن السبب الذي يجعل أسواق الملابس مرتفعة بأسعارها، هو غياب السلطة المراقِبة للتجار، الأمر الذي يؤدي إلى استغلال التجار والتحكم بالأسواق وجني أرباح هائلة.

ليبقى الواقع مرًا، ويبقى المواطن أكبر آماله وأحلامه تأمين حياة كريمة لنفسه ولأطفاله بعيدًا عن الحاجة والتشرد، وليبقى السؤال المطروح دائمًا: المناطق المحررة إلى أين؟ خاصة أنها تشهد حملة تصعيد بالقصف من قبل مليشيات الأسد وروسيا بالفترة الأخيرة، أجبرت الآلاف من العائلات على ترك منازلهم والخروج إلى مناطق الحدود مع تركيا فرارًا من موت القصف إلى موت الجوع والحرمان.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط