آمنة حميدة.. من الكرسي المتحرك إلى معرض المنسوجات

فادي أبو منذر

0 2٬802

 

 

وُلِدت آمنة حميدة ذات 23 عامًا في مدينة إدلب، ومنذ ولادتها أُصيبت بشلل دماغي ناجم عن نقص الأوكسجين، مما جعلها غير قادرة على المشي ورفيقة كرسي متحرك طيلة تلك الأعوام.

تحدثت لنا آمنة عن معاناتها بعد عدة سنوات من ولادتها قائلة: ” نقص الأكسجين عند الولادة سبب لي عدم القدرة على المشي، وسبب عجزًا في قدمي فقط أدى إلى معاناة في الحياة اليومية، لكن لم أستسلم، وبدأت الدراسة مثل أي فتاة، وكان هناك دعم كبير من والدي، حيث إنه بدأ علاجي منذ السنة الأولى من عمري، وكان يوصلني إلى المدرسة قبل الدوام ويعود بعد الدوام ليوصلني إلى المنزل.”

الحياة بالكرسي المتحرك وتعلم غزل الصوف:

تكمل آمنة معاناتها: “لكن بعد فترة لم أعد قادرة على إكمال مسيرتي التعليمية بعد أن وصلت للصف الأول الإعدادي بسبب ازدياد المعاناة، وبدأت باستخدام الكرسي المتحرك الذي كان يعيقني في حياتي اليومية.”

برنامج تعليمي تربوي يستهدف اليافعين بريف إدلب

وأضافت آمنة: “بعد التوقف عن الدراسة والابتعاد عن العالم الخارجي نوعًا ما، بدأ الفراغ يزداد في أيامي، وبدأت أحس باللاشيء من حولي رغم أني كنت قادرة على زيارة أقاربي ورفاقي، لكني لم أستسلم للكسل والملل الممتلئ في وقتي، وفي الوقت نفسه لم أكن قادرة على تعبئة فراغي، فخطرت في بالي فكرة تعلم غزل ونسج الصوف بما أنه مهنة منزلية وليست متطلبة للعمل والجهد الكبير، فبدأت أتعلم الغزل والنسج، وكنت سريعة التعلم، وعن نفسي تفاجأت من الحماس المدفون في داخلي، صحيح أنني واجهت صعوبة عديدة، لكن الحمد لله تخطيتها بفضل دعم الأهل والأحباب، ورضيت بقدر ربي عليَّ أنه أخد مني نعمة المشي، لكن شعرت أنه عوضني بالذكاء والإدراك.”

 

الأهل والأصدقاء سند آمنة:

ونوهت آمنة: “بعد كسر الحواجز التي كانت عقبة بطريقي بفضل أهلي وأصدقائي الذين كانوا سندًا لي، تحسن عملي جدًا وصرت مُصرة على إكمال ما بدأت فيه، وأثبت للمجتمع أن الإعاقة ليست بالجسم، إنما بالتفكير المحدود.

لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على تلغرام اضغط هنا

نجحت بتكوين صداقات، وكسبت محبتهم من دون أي مقابل، وكانوا سندًا لي، وحاليًا أشعر أنني شخص فعَّال بالمجتمع عند أول مشاركة لي بأشغالي بمعرض أقامته جمعية (نبع الحياة) وكان المعرض نقطة تحول لشخصي، وكانت خطوة إيجابية لأستمر بإنتاج المزيد وإظهار المواهب وأتمسك بتعلم كل ما هو مفيد.”

 

وأنهت آمنة حديثها: “الإعاقة تجربة من تجارب الحياة التي من خلالها استثمرت قدراتي ووصلت إلى كم جيد من نجاحات، ولن تثنيني الحواجز والمعوقات عن السعي وراء أحلامي، إذ بالعزم والإرادة يُصنع المستحيل، وسأسعى بالأيام القادمة للمشاركة بأكبر عدد من المعارض.”

 

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط