الزعرور فاكهة حراجية برية يرتبط موسمها بإدلب مع الزيتون

عبد الله حاج موسى

0 4٬187

 

 

يوجد الكثير من أنواع أشجار الفواكه البرية المنتشرة في سورية، لكن لا يعرفها إلا القليل من الناس مع فوائد محدودة لها، حيث تنمو في الأراضي الحراجية والجبلية دون رعاية.

 

شجرة الزعرور، أو ما يطلق عليه أهالي جبل الزاوية (تفاح الجبل) هو نوع من الأشجار تنتمي إلى الفصيلة الوردية، ويتراوح طول الشجرة منها بين ثلاثة إلى عشرة أمتار، وهي ذات أشوك كثيفة وحادة.

وتشبه ثمار الزعرور ثمار التفاح باللون والشكل، لكن حجمه صغير يوازي حجم حبة الزيتون، ويتميز الزعرور بطعمه الحلو المائل إلى الحموضة، ما جعله ينال إعجاب الأهالي.

ويُعرف الزعرور بغنائه بفيتامين (c) وحمض الستريك المسؤول عن تنظيم عملية التمثيل الغذائي، إضافة إلى فوائد عديدة تضمنها هذه الشجرة الحراجية، من زهورها إلى ثمارها.

وللحديث عن هذه الفاكهة التقينا المزارع (أبو بلال) من جبل الزاوية، الذي حدثنا عن الزعرور بقوله: “تنضج ثمار الزعرور في فصل الخريف بالتزامن مع بدء قطاف موسم الزيتون، ونحن نجد ثماره فاكهة لذيذة حلوة لنا أثناء العمل بدل طعم الزيتون المر”.

لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على تلغرام اضغط هنا

وأضاف أبو بلال أن أشجار الزعرور تعاني من القطع الجائر (الاحتطاب)؛ لأنه من فصيلة الأشجار الحراجية في المنطقة، ويعود ذلك حسب وصفه لما يعانيه أهالي المنطقة من صعوبات النزوح والقصف والتهجير والفقر، ما أدى إلى فقدان الآلاف من هذه الأشجار في المنطقة.

لا يعرف الزعرور الكثير من الناس حسب ما أخبرنا أحد الباعة في مدينة أريحا، ويقتصر الزبائن أثناء شرائهم الفاكهة عن السؤال عن اسم هذه الفاكهة فقط والقليل منهم يشتري كمية قليلة لتذوقه فقط.

 

ويبلغ سعر الكيلو الواحد من ثمار الزعرور من ٩ إلى ١٠ ليرات تركية، ويراه البعض أنه غالي الثمن بالمقارنة مع بعض الفواكه المتوفرة في السوق، إلا أن حقيقة سعره متوسط، بقدر ما يحتاجه الكيلو الواحد من وقت حتى يتم جمعه من الأشجار.

 

وعن سبب إنتاجه المنخفض يخبرنا أبو بلال أن “القطف الجائر لأزهاره في فصل الربيع يؤدي إلى انخفاض موسمه، حيث تخصص مراكز لشرائه، ومن ثم تجفيفه ليتم تصديره إلى دول الخليج، حيث يستعمل في صناعة الأدوية والعقاقير الطبية، وذلك لأهميته في علاج العديد من الأمراض مثل أمراض القلب والأوعية الدموية، وأيضًا يساعد على تنظيم ضربات القلب المضطربة”.

كما يستخدمه الأهالي في التداوي بالأعشاب، حيث تستخدم أزهاره في الغلي مع ما يعرف محليًا بالبانونج، فتضيف أزهاره مذاقًا رائعًا لأزهار البابونج.

المُعلم في الشمال السوري بين مطرقة الواقع المعيشي وسندان المسؤولية

وهذا العام كان موسم الزعرور ضعيفًا للغاية مقارنة بالسنوات الماضية، لعدة أسباب أهمها قلة الأمطار التي تعاني منها المنطقة، التي أدت إلى انخفاض معظم المواسم في منطقة الشمال السوري ومن أهمها الزيتون.

ويبقى الزعرور وأشجاره في منطقة إدلب، مرتبطًا بالزيتون وموسمه، حيث يترافق الموسمان سوية، وعرفه مزارعو إدلب القدماء، ولايزال بعضهم يحافظ على هذا النوع من الفواكه البرية وينقل إرثه لأبنائه.

 

 

 

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط