خط الغاز العربي.. انفراجة للأسد واختبار للروس

غسان الجمعة

0 2٬036

 

لم تتأخر السفيرة الأمريكية في لبنان كثيرًا بالرد على باخرة النفط الإيرانية التي أعلن عن إبحارها أمين حزب الله حسن نصر الله لتزويد لبنان بالنفط، وعدّها أرضًا لبنانية من لحظة مغادرتها مينائها الإيراني.

حيث أجرت السفيرة (دوروثي شيا) اتصالًا مع الرئيس (عون) أبلغته من خلاله بصدور “قرار من الإدارة الأمريكية بمتابعة مساعدة لبنان لاستجرار الطاقة الكهربائية من الأردن عبر سورية”.

وصدر بيان عن الرئاسة اللبنانية ذُكِر فيه مساعٍ دولية تقودها واشنطن لتأمين تمويل من البنك الدولي لصيانة خط الغاز العربي المُتجه نحو الشمال اللبناني، بالإضافة إلى تأمين الغاز اللازم من مصر وتوليد الكهرباء في الأردن وإمداد لبنان بهما وذلك عبر سورية.

فهل هذه الموافقة مزعجة لطهران؟ وماذا لو كانت الولايات المتحدة تهدف لخط أوراق المنطقة من جديد؟

البداية من حملات التهجير التي يقوم بها النظام السوري في درعا لفرض سيطرته بشبه كامل على أنقاض اتفاق التسوية الروسي الذي أُبرم في 2018، حيث إن هذا المشروع يمرُّ في درعا بوابة الجنوب السوري، ويحتاج بيئة آمنة، وذلك بعد تلقي النظام السوري لإشارات التطبيع التي يقودها الأردن وإدارته لحوار مع حكومة الأسد منذ شهور لتنسيق خطوات المشروع.

كما أن النظام السوري هو المستفيد الأول من خلال تحجيم جديد لقانون قيصر، ويمكن عدّ ذلك خطوات أولى للتطبيع سياسيًا معه، ولا يمكن تفسير الموافقة الأمريكية سوى أنها رغبة بإعادة تأهيل النظام السوري بطريقتها، ومن خلال تحقيق مصلحتها على رغم من وضع وزارة النفط في حكومة الأسد شروطًا تعجيزية لقبولها بالخطة الأمريكية تقتضي صيانة الخطوط من قبل البنك الدولي، وبالإضافة إلى حصولها على حصص من التوريدات المخصصة للبنان.

مجلس التعليم العالي يصدر مفاضلة جامعة حلب في المناطق المحررة

هذا الابتزاز الاقتصادي والسياسي يصب في مصلحة الأسد وإيران وحلفائهما في لبنان، ولن يزعج طهران كما هو يصور طالما أن حلفاءها على الأرض هم المستفيدون، في حين إن الاختبار الحقيقي هو للروس قبل الإيرانيين، فما تفعله الولايات المتحدة هو بداية ربط للنظام السوري بمحور مكاسب إقليمي تقوده الولايات المتحدة وبعيدًا عن فلكها ودونما مكاسب للشركات الروسية.

بالإضافة إلى ذلك فإن تشكيل هذه الشبكة من خطوط الطاقة ووصولها لسورية ولبنان هو نذير شؤم للسياسة الروسية في شرق المتوسط، حيث تشير عدة تقارير إلى أن انخراطها في المستنقع السوري لجانب الأسد هدفه منع تحول سورية إلى جسر عبور لخطوط الطاقة من الخليج نحو أوروبا وهذا الخط تحديدًا أنشأ لهذا الغرض في العام 2005.

لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على تلغرام اضغط هنا

ليس لدى الروس مشكلة في إعادة تأهيل الأسد، بل هم من يسعون لعودته لمحيطه العربي، لكن بالون الاختبار الأمريكي سيشكل تحديًا لروسيا أمام خيارات مصالحها، لا سيما أن مشروعًا إستراتيجيًا يجري على المستوى الإقليمي بين العراق والأردن ومصر أطلق عليه اسم (الشام الجديد)، يحمل في طياته بعدًا سياسيًا واقتصاديًا قد لا ينسجم مع طموحات موسكو ومصالحها في سورية مستقبلاً، فالروس يبحثون عن سخاء عربي مباشر يحصلون منه على كعكتهم بعيدًا عن اليد الأمريكية بينما بدأت واشنطن خطط لتغيير السلوك بالقنوات والحوافز الاقتصادية لمنطقة تعاني شعوبها من أزمات اقتصادية تهدد بانهيار دولها .

 

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط