طالب جامعي في المناطق المحررة يصمّم جهاز تنفس صناعي بمشروع التخرج

عبد الحميد حاج محمد

0 2٬914

 

 

اختار أحد طلاب كلية هندسة الميكاترونيكس في جامعة (الشام) مشروع تخرجه من الجامعة أن يصمّم جهاز تنفس صناعي، لما له من آثار إيجابية في ظل تفشي فيروس كورونا.

 

وانتهى الطالب (زكريا خلف) من أبناء ريف حلب الشمالي من تصميم جهاز تنفس صناعي، وتقديمه للجامعة ليكون مشروع تخرجه بعد عمل متواصل لمدة خمسة أشهر.

 

وقال خلف لصحيفة حبر: “إن الفكرة اختارها نظرًا للحاجة الماسة في المناطق المحررة، في ظل النقص الحاد بأجهزة التنفس خصوصًا مع زيادة حدة انتشار فيروس كورونا.

 

وأضاف الطالب أن المشروع استغرق معه مايقارب خمسة أشهر منذ بدء جمع المعلومات الأولية عن إمكانية تنفيذ المشروع، منذ اختياره وموافقة الجامعة عليه.

 

وأوضح خلال حديثه أن الجهاز فعَّال، لكن يحتاج للتطوير ليخدم المرضى، وأنه لم يتم إجراء أي اختبارات للجهاز على المرضى، إلا أن الجهاز وفي مراحله الفنية الأولى جاهز للاستخدام.

 

وعن طريقة عمل الجهاز لفت خلف إلى أنه يعمل على الطاقة الكهربائية، حيث يضخ الهواء عن طريق إمبولة يمكن وصله بعبوة أوكسجين لتأمين الأكسجة عند اللزوم.

وأشار أن أهم الصعوبات التي واجهته خلال تصميم المشروع هو عدم توفر القطع اللازمة في المنطقة، فأحضرها من تركيا، وزادت تكلفة المشروع.

 

الدكتور (مصعب الشبيب) رئيس قسم هندسة الميكاترونيكس في جامعة الشام قال لحبر: “المشروع هو من (مشاريع التخرج) المهمة هذا العام، كونه المشروع الأول الذي يتصدى لتصميم جهاز تنفس صناعي في الشمال السوري تزامنًا مع انتشار جائحة كورونا، لذا تعدُّ جامعة الشام من أوائل للجامعات التي أنجزت هذا المشروع بإمكانيات وتجهيزات متوفرة سواء في السوق المحلية أو طلبها من السوق التركية.”

وأضاف الشبيب أن “المشروع لايزال قيد التطوير، ويمكن تطويره والعمل على إنتاج كميات من هذا الجهاز، لكن بعد أن تكتمل الاختبارات والتحسينات في الجهاز ليصبح متاحًا من قبل المختصين في المشافي ومراكز الإسعاف، لذلك سنسعى في العام الدراسي الجديد لتكليف طلاب من خلال مشروع تخرج يتضمن تطوير الجهاز كونه يحتاج بعض الأمور الفنية التي تتعلق بطبيعة الاستخدام”.

وأوضح الدكتور أن المشروع من المشاريع الحيوية المهمة كونه يؤكد ويكرس فكرة ارتباط الجامعة بالمجتمع، وحل المشكلات الطارئة، ومحاولة إيجاد بدائل عن التجهيزات المستوردة، التي تكلف مبالغ طائلة، أو قد يواجه الشمال السوري صعوبات في استيرادها.

وعدَّ أن الجهاز من الأجهزة المتميزة، ومشروع التخرج بحد ذاته من المشاريع الرائدة كونه يعالج مشكلة حيوية في ظل انتشار فيروس كورونا، وفق وصف الشبيب.

 

وخلال حديثه لحبر أوضح الدكتور مصعب الشبيب أن هندسة الميكاترونيكس هي من الاختصاصات الحديثة، كونها تجمع اختصاصات الهندسة المعلوماتية والهندسة الميكانيكية والهندسة الإلكترونية، وأكد أن التخصص مفيد جدًا في القطاع الصناعي والمعامل والورشات وخطوط الإنتاج الصغيرة والمتوسطة، والصناعات الخفيفة والمتوسطة، وفي مجالات الأتمتة الصناعية والتصميم باستخدام الحاسب والرسم الصناعي والحفر الليزري والطباعة الليزرية.

 

يذكر أن المناطق المحررة تشهد نهضة علمية كبيرة، وخلال السنوات الأخيرة خرجت عدة نماذج من المناطق المحررة أثبتت نجاح الشباب في التصميم والإنجاز بالرغم من الظروف الصعبة التي يمرون بها.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط