لأول مرة فريق لكرة السلة على الكراسي المتحركة في الباب

نضال الحمود

0 1٬181

نضال الحمود

لا يأس مع الإعاقة ومواجهة الحياة بالتحدي والإصرار، شباب أغلبهم مهجّرون من بلادهم يعيشون في مدينة الباب شمال حلب جميعهم من ذوي الاحتياجات الخاصة يشكلون فريقًا لكرة السلة على الكراسي المتحركة في مدينة الباب بريف إدلب، وجميعهم من مصابي الحرب.

مدير فريق (رُسل الرياضي ) لكرة السلة (ياسر صبحي سريول ) ٣٠ عامًا، يتحدث عن كيفية تأسيس الفريق بقوله: “كان هناك فكرة إنشاء أيَ مشروع نستطيع من خلاله الاندماج بالمجتمع، فكانت فكرة إنشاء فريق لكرة السلة على كراسي الإعاقة بضم أكبر عدد من مصابين الحرب الدائرة في سورية، وتم الحمد لله العمل على الفكرة وإنشاء الفريق بمساعدة من قبل منظمة (رُسل) التي بدورها قائمة على أشخاص من أصحاب الهمة العالية، وكانوا سباقين في هذه المبادرة الطيبة. لاحظنا استقطابًا كبيرًا من الشباب الراغبين بالمشروع، وبدأنا تنفيذه بإمكانيات جدًا بسيطة وعلى كراسينا المتحركة التي لم تكون يومًا لهذه اللعبة، واليوم بعد مضي أربعة أشهر على بدء تشكيل الفريق لاحظنا النشاط على جميع أصحاب الهمة، فبدأنا بإثبات ذاتنا في المجتمع وأصبح الفريق بابًا للتسلية والاجتماع ومناقشة بعض الأمور، والحوار وتبادل خبرات وتجارب الحياة مع بعضنا البعض.”

ويتابع  (السريول) حديثه بالتحدث عن إعاقته: “أنا من الغوطة الشرقية بريف دمشق (مدينة دوما) نوع إصابتي شلل نصفي إثر أذية في النخاع الشوكي على مستوى الفقرة التاسعة والعاشرة، وذلك بسبب تعرضي لقصف الطيران على مدينتي آنذاك، وأكثر الظروف التي واجهتنا  صعوبة هي العناية الطبية حتى تاريخ هذا اليوم؛ لأنه لا يوجد مراكز لتأهيل أذيات النخاع الشوكي على مستوى الشمال السوري.”

(حسان عمر الغزاوي) 36 عامًا،  أحد اللاعبين في الفريق من مدينة دوما يقول: “إصابتي بتر بالقدميين السفليين اليمين تحت الركبة والقدم اليسرى فوق الركبة، وإصابة في رأسي، وسبب الإصابة هو قصف الطيران الحربي على سوق الغنم في مدينتي، أما عن السبب الذي استدعاني للانضمام لفريق (رُسل) هو تحدي الإعاقة وللاندماج مع المجتمع، والخروج من العزلة القاتلة في المنزل، ولنثبت للمجتمع أننا قادرون على إنشاء فريق متكامل ومتعاون.

تأسس الفريق في الشهر الثالث من هذا العام بهمة عالية من شباب ورجال لديهم إصابات حربية وإعاقات جسدية وآلام دائمة، وقد تنقلت في الفريق من دفاع إلى هجوم، وإن شاء الله سأرفع لياقتي حتى أصبح قلب هجوم وأملك رمية قوية تهز شباك العالم في المباريات.”

 

(يحيى النجار) 30 عامًا إصابته بالعمود الفقري تحديدًا بالفقرة الرابعة بسبب شظية أدت إلى شلل نصفي مع فقد الإحساس الكامل في عام 2015،  يضيف: “واجهني شعور بالملل كوني مصاب، وكان يوجد مجموعة كبيرة من المصابين ذوي الاحتياجات الخاصة تقطن معي، وجاءت فكرة الفريق لكرة السلة، لكن لا يوجد مقومات تساعد على إنشائه، فقمنا بالتواصل مع منظمة (رُسل) لذوي الاحتياجات الخاصة؛ لأن جميع كادر الجمعية من ذوي الاحتياجات الخاصة، لذلك كنا على يقين أنهم سوف يشعرون بشعورنا، إلى أن جاء الرد بالموافقة من مديرها الأخ (موفق هارون)، وساعدنا كثيرًا لكن احتياجات الفريق كثيرة منها الكراسي الرياضية؛ لأننا نلعب بكراسٍ ليست صالحة لرياضة كرة السلة، وستعدنا بوسائل النقل لنقل المصابين من أماكن سكنهم إلى الملعب ومصاريفه.
وفي الختام يقول (النجار): ” لقد أخرجَنا الفريقُ من حالة الضياع والفقد التام للشعور إلى كوننا أفراد، ونريد أن نكون فعَّالين في مجتمعنا.”

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط