لجنة الإفتاء السعودية ترد على البيت الإبراهيمي لتوحيد الأديان

1٬120

تحاول الإمارات تطبيق دعواها حول توحيد الأديان من خلال البيت الإبراهيمي وهو مجمع من مسجد وكنيسة وكنيس يهودي ومركز تعليمي على جزيرة السعديات، التي تعتبر المركز الثقافي لمدينة أبو ظبي في الإمارات.

وقالت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في بيان لها إنها استعرضت ما ورد إليها من تساؤلات، وما ينشر في وسائل الإعلام من آراء ومقالات بشأن الدعوة إلى (وحدة الأديان): دين الإسلام، ودين اليهودية، ودين النصارى، وما تفرع عن ذلك من دعوة إلى بناء مسجد وكنيسة ومعبد في محيط واحد، في رحاب الجامعات والمطارات والساحات العامة، ودعوة إلى طباعة القرآن الكريم والتوراة والإنجيل في غلاف واحد، إلى غير ذلك من آثار هذه الدعوة ، وما يعقد لها من مؤتمرات وندوات وجمعيات في الشرق والغرب؛
وبعد التأمل والدراسة فإن اللجنة تقرر ما يلي:

أولا: إن من أصول الاعتقاد في الإسلام، المعلومة من الدين بالضرورة، والتي أجمع عليها المسلمون: أنه لا يوجد على وجه الأرض دين حق سوى دين الإسلام، وأنه خاتمة الأديان، وناسخ لجميع ما قبله من الأديان والملل والشرائع، فلم يبق على وجه الأرض دين يتعبد الله به سوى الإسلام، قال الله تعالى: ﴿إنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإسْلامُ﴾

لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على واتساب  اضغط هنا

ثانيا: ومن أصول الاعتقاد في الإسلام: أن كتاب الله تعالى: (القرآن الكريم) هو آخر كتب الله نزولا وعهدا برب العالمين، وأنه ناسخ لكل كتاب أنزل من قبل؛ من التوراة والزبور والإنجيل وغيرها، ومهيمن عليها…

ثالثا: يجب الإيمان بأن التوراة والإنجيل قد نسخا بالقرآن الكريم، وأنه قد لحقهما التحريف والتبديل بالزيادة والنقصان، كما جاء بيان ذلك في آيات من كتاب الله الكريم.

رابعا: ومن أصول الاعتقاد في الإسلام: أن نبينا ورسولنا محمدا ﷺ هو خاتم الأنبياء والمرسلين.

خامسا: ومن أصول الإسلام أنه يجب اعتقاد كفر كل من لم يدخل في الإسلام من اليهود والنصارى وغيرهم، وتسميته كافرا ممن قامت عليه الحجة، وأنه عدو لله ورسوله والمؤمنين ، وأنه من أهل النار.

سادسا: وأمام هذه الأصول الاعتقادية، والحقائق الشرعية ، فإن الدعوة إلى (وحدة الأديان) والتقارب بينها وصهرها في قالب واحد، دعوة خبيثة ماكرة،
والغرض منها خلط الحق بالباطل، “وهدم الإسلام وتقويض دعائمه ، وجر أهله إلى ردة شاملة”.

سابعا: وإن من آثار هذه الدعوة الآثمة إلغاء الفوارق بين الإسلام والكفر، والحق والباطل، والمعروف والمنكر، وكسر حاجز النفرة بين المسلمين والكافرين، فلا ولاء ولا براء، ولا جهاد ولا قتال لإعلاء كلمة الله في أرض الله.

ثامنا: إن الدعوة إلى (وحدة الأديان) إن صدرت من مسلم فهي تعتبر( ردة صريحة عن دين الإسلام) لأنها تصطدم مع أصول الاعتقاد ، فترضى بالكفر بالله، وتبطل صدق القرآن ونسخه لجميع ما قبله من الشرائع والأديان، وبناء على ذلك فهي فكرة مرفوضة شرعا، محرمة قطعا بجميع أدلة التشريع في الإسلام من قرآن وسنة وإجماع.

تاسعا: وبناء على ما تقدم:

١- فإنه لا يجوز لمسلم يؤمن بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد ﷺ نبيا ورسولا الدعوة إلى هذه الفكرة الآثمة، والتشجيع عليها، وتسليكها بين المسلمين، فضلا عن الاستجابة لها، والدخول في مؤتمراتها وندواتها، والانتماء إلى محافلها.

٢- لا يجوز لمسلم طباعة التوراة والإنجيل منفردين، فكيف مع القرآن الكريم في غلاف واحد؟ فمن فعله أو دعا إليه فهو في ضلال بعيد؛ لما في ذلك من الجمع بين الحق (القرآن الكريم) والمحرف أو الحق المنسوخ (التوراة والإنجيل).

٣- كما لا يجوز لمسلم الاستجابة لدعوة: (بناء مسجد وكنيسة ومعبد) في مجمع واحد؛ لما في ذلك من الاعتراف بدين يعبد الله به غير دين الإسلام، وإنكار ظهوره على الدين كله،ودعوة مادية إلى أن الأديان ثلاثة، لأهل الأرض التدين بأي منها، وأنها على قدم التساوي، وأن الإسلام غير ناسخ لما قبله من الأديان،
( ولا شك أن إقرار ذلك واعتقاده أو الرضا به كفــر وضلال؛ لأنه مخالفة صريحة للقرآن الكريم والسنة المطهرة وإجماع المسلمين).

وبدأت حملة واسعة من الانتقادات منذ الإعلان عن المشروع واعتبر العديدون المشروع بمثابة كفر صريح وكان من بينهم الداعية الكويتي عثمان الخميس الذي غرد قائلًا في 14 يناير 2021: “البيت الابراهيمي من أي ناحية .. كفر…. كل صاحب دين له مكان عبادته .. هذا كفر” ورد عليه ضاحي خلفان مدافعًا في 15 يناير 2021″نحن كمسلمين نطلب من الدول البوذية والهندوسية والمسيحية واليهودية ان يسمحوا لنا بفتح مساجد في دولهم.. ولكن إذا طلبوا هم في المقابل فتح دور عباده لهم نرفض بحجة ان هذا كفر.. وان ربما ان تدخل الناس عندنا في تلك الديانات… ونحن نفخر بأن الملايين أسلموا في ديارهم… حلوها…! ما رأيكم؟”

وتابع قائلا: “نفتح مكان واحد للعبادة لهم.. ويسمحون لنا بفتح المئات بل الآلاف من المساجد في دولهم…ونلعنهم.. الامارات دولة لها قادتها لسنا بحاحة الى من يعطينا دروسا في الإسلام …الذين دخلوا في الإسلام وأشهروا اسلامهم في مساجدنا أكثر من اي دول عربية.. فمن يرمينا بالكفر ليتقي الله في نفسه.. لو اراد الله ان يكون الناس على دين واحد لما اختلفوا…لهم دينهم لنا دين”.

في 9 فبراير 2023، حذر فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، خلال كلمته في احتفالية مرور عشر سنوات على تدشين بيت العائلة المصرية، من ما يسمى بالديانة الإبراهيمية، بالتزامن مع اقتراب افتتاح البيت الإبراهيمي؟

وقال شيخ الأزهر، إن محاولة الخلط بين تآخي الإسلام والمسيحية في الدفاع عن حق المواطن المصري في أن يعيشَ في أمنٍ وسلامٍ واستقرارٍ، الخلطُ بين هذا التآخي وبين امتزاج هذين الدِّينين، وذوبان الفروق والقسمات الخاصة بكلٍّ منهما.. وبخاصة في ظل التوجُّهات التي تُنادي -بـ”الإبراهيمية” أو الدين الإبراهيمي، نسبةً إلى إبراهيم -عليه السلام- أبي الأنبياء ومجمع رسالاتهم، وملتقى شرائعهم، وما تطمحُ إليه هذه التوجهات –فيما يبدو– من مزج اليهودية والمسيحية والإسلام في رسالةٍ واحدة أو دِين واحد يجتمعُ عليه الناس، ويُخلصهم من بوائق النزاعات، والصراعات التي تُؤدي إلى إزهاق الأرواح وإراقة الدماء والحروب المسلحة بين الناس، بل بين أبناء الدِّين الواحد، والمؤمنين بعقيدةٍ واحدة.

وفي 23 فبراير 2023، افتتحت دولة الإمارات العربية المتحدة البيت الإبراهيمي، وفقًا لاتفاقية الأخوة الإنسانية التي وقعت بين شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان مطلع فبراير 2019، في أبو ظبي.

وشارك وفد من الأزهر الشريف، في افتتاح “بيت العائلة الإبراهيمي، بحضور الدكتور محمد المحرصاوي نائب رئيس المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، والدكتور محمود نجاح مشرف اللغة الإنليزية بمرصد الأزهر.

وغاب شيخ الأزهر أحمد الطيب في فاعليات افتتاح البيت الإبراهيم يفي العاصمة الإماراتية.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط