شطرنج المكفوفين في الشمال السوري

0 859

محمد عجم

 

افتتح مركز رعاية الشباب بأعزاز دورة تدريبية للعبة الشطرنج خاصة بالمكفوفين؛ لتمكينهم من ممارسة اللعبة دون حاسة البصر.

وقد صُممت معدات اللعبة بشكل يناسب المتدربين، وتضمنت بعض التغييرات في شكل الطاولة والبيادق بالتدريب، حيث يعتمد المتدرب على حاسة اللمس، إذ وُضع في رأس الأحجار البيضاء مخروط رفيع بارز لا يتجاوز بضع أجزاء من المليمتر دون اللون الأسود، حيث يتلمس الكفيف الرقعة ليضع الحجر الذي يريد اللعب به في المربع الذي يراه مناسبًا في لعبته، كما أن أحجار الشطرنج الخاصة بالمكفوفين بعضها مطابق للأحجار العادية المعروفة وبعض منها له خصوصية، بحيث يختلف حجم الحجر عن غيره، وهو غالبًا أصغر من الأحجار العادية، وبعض منها يكاد يكون له شكل خاص لسهولة اللمس، ومن ثم تحريك الحجر إلى المربع المراد وضع الحجر فيه، ومثال على ذلك ما يسمى باللغة العربية (الوزير) وله تاج عريض من الأعلى ثم يصغر إلى منتصف الحجر تقريبًا كأنه شكل مخروطي معكوس، أما (البيادق) فهي أصغر الأحجار وحجمها مناسب، ويتلمسها الكفيف بسرعة ورشاقة، ويتغير ارتفاع الرقعة الخاصة بالمشارك عن رقعة الخصم المنافس.

 

وقال مدير مركز رعاية الشباب في مدينة أعزاز (إبراهيم إسماعيل) لصحيفة حبر: “أعلنا عن هذه الدورة في مركز رعاية الشباب، وتم افتتاحها يوم الإثنين الماضي، بعد التعاقد مع مدرب مختص بتدريب المكفوفين على لعبة الشطرنج.” وهو أيضًا كفيف لكنه متمكن وحاصل على عدة جوائز.

 

 

وأوضح أن “الهدف من التدريب تطوير مهارات ذوي الهمم، وبالتحديد فئة المكفوفين، بما أن عملنا يستهدف الشباب وهم جزء من الشباب.”

وقال (أحمد شهاب) أحد رواد المركز: “يسرنا أن نشارك مستقبلاً في المسابقات مع الشباب ذوي الهمم؛ لأنهم مثلنا تمامًا جزء من المجتمع، ولهم حق علينا أن نؤمن لهم الطرق التي تجعلهم يمارسون الرياضات التي نمارسها في ظل احتياجهم.

 

وتابع: “علينا أن نساهم بكل جهدنا بأن نزيل الصورة النمطية لدى المجتمع عن ذوي الهمم التي تظهرهم كفئة مستضعفة هم ليسوا كذلك، وهم مثلنا تمامًا لكن لديهم مشكلة مع ممارسة شيء ما، وعلينا أن نخلق لهم طريقة لتسهيل مشاركتهم في جميع الرياضات الممكنة.

المفارقة من الناحية النفسية أنه يكون لدى هؤلاء المكفوفين حماس أكبر وقدرة على تحريك وإدارة اللعب بطريقة تفوق مقدرة الناس العاديين لتحقيق نتيجة الربح بجهد أكبر وبتشغيل الحواس الأخرى وتنميتها.

لعبة الشطرنج في الحالة العادية تنمي ذكاء الإنسان العادي؛ لأنها تحرض على التفكير والمغامرة للعب الدقيق للانتصار على الخصم، هذه الأشياء غير متوافرة لكل الناس وهي محصورة ببعض الأشخاص الذين يملكون القدرة الفائقة للذكاء، أما لدى المكفوفين فلكونها تحتاج إلى جهد أكبر فهي تنمي الذكاء أكثر عندهم وطريقة التفكير.

 

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط