فايننشال تايمز: أسماء الأسد تهيمن على سورية تدريجياً

1٬613

تحدثت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية عن تصاعد نفوذ أسماء الأسد زوجة رأس النظام السوري في سورية إذ أصبحت تهيمن على قطاعات سياسية واقتصادية كثيرة.

وبدأت الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى زيارة بشار الأسد إلى الإمارات في 19 آذار التي شاركت بها زوجته أسماء الأسد التي ارتقت لتصبح واحدة من أقوى الشخصيات في البلاد، على رأس الأسرة الحاكمة التي لا تعرف الرحمة.

وأشارت الصحيفة إلى التناقض في شخصية أسماء بين السر والعلن فهي تظهر وجهها الإنساني من خلال تقديم المساعدة للمرضى والجرحى لكن في السر هي غير ذلك تماماً لأن همها الرئيس أن تملك النفوذ.

وقابلت الصحيفة ثمانية عشر شخصًا على دراية بعمليات النظام، بما في ذلك رؤساء الشركات وعمال الإغاثة والمسؤولون الحكوميون السابقون الذين أكدوا للصحيفة أن أسماء الآن تتحكم في بعض المحركات الرئيسية في الاقتصاد السوري المنهك، كصانعة سياسات ومستفيدة على حد سواء، مما يساعد على توطيد قبضة الأسرة على بلد في حالة خراب دموي وتترأس حاليًا المجلس الاقتصادي السري للرئيس، ويعمل به مساعدوز وشركاء أعمال مقربون من الزوجين.

وقال جويل رايبورن الذي شغل منصب المبعوث الخاص لسوريا في وزارة الخارجية في عهد الرئيس ترامب للصحيفة: إنه في وقت مبكر من عام 2020 أصبح من الواضح أن أسماء أصبحت نقطة جذب مركزي للقوة الاقتصادية في سوريا ويمكن تحسس بصمات أصابعها عبر قطاعات متعددة من الاقتصاد السوري، بما في ذلك العقارات والبنوك والاتصالات، وإن كانت محجوبة وراء ستار من الشركات الوهمية والمناطق الحرة والحسابات الخارجية المملوكة لشركاء مقربين.

أسماء المتعطشة للسلطة

وأشارت الصحيفة إلى أن خطبة أسماء عام 2000 من بشار أثارت الدهشة، حيث كان والدها ينتقد النظام لكن من الواضح أن أسماء كانت متعطشة للسلطة وفق ما ذكر رجل أعمال سوري عرفها خلال فترة وجودها في لندن، الآن، من الواضح أن نرى أنها تزدهر بفضل هذه السُلطة.

في عام 2007، أنشأت الأمانة السورية للتنمية، وهي منظمة غير حكومية من شأنها رفع مكانتها وتصبح أداة أساسية للنظام أثناء الحرب.

في أوائل عام 2011، مع وصول الربيع العربي إلى سوريا، نشرت مجلة فوغ ملفًا سيئ السمعة يصفها بأنها وردة الصحراء تتويجًا لحملة علاقات عامة ساحرة استمرت عقدًا من الزمان لإثارة الإعجاب بالزوجين في الصحافة الغربية.

 

ويقول أندرو تابلر، وهو مسؤول سابق في الحكومة الأمريكية وزميل بارز في السياسة العربية في معهد واشنطن لسياسة الشرق الادنى: قبل الحرب كانت النخبة الدمشقية والدبلوماسيون الغربيون ينظرون إلى أسماء على أنها شخص “يمكنه التحدث مع بشار بطريقة منطقية واعتقد الكثيرون أنها ستمارس هذا التأثير لتهدئة رد فعل زوجها على الاحتجاجات، لكن يبدو أن هذا الافتراض كان في غير محله لكنها تراجعت عن المشهد العام، خلال أسوأ فترات الصراع، حيث قام نظام زوجها بتعذيب وقتل مئات الآلاف من الأشخاص، وطرد الملايين من منازلهم.

وبحلول عام 2016، مع عودة قوات الأسد للسيطرة على جزء كبير من سوريا، خرجت بكامل قوتها ولم يكن التوقيت مصادفة: فقد ماتت حماتها في ذلك العام.

أسماء تكسب محبة العلويين
اكتسبت أسماء محبة العلويين من خلال عملها الخيري، وساعدها في ذلك معركة علنية للغاية خاضتها مع سرطان الثدي في عام 2018 في التقريب بينها وبين بشار الأسد، وبعد فترة وجيزة، عهد بشار إلى زوجته بأجزاء من محفظة الدولة الاقتصادية وبينما كانت أسماء تتعافى، كانت البلاد تواجه ضائقة شديدة بشكل متزايد.

لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على واتساب  اضغط هنا

كان الاقتصاد في حالة من الانهيار وأصبح النقص الواسع في السلع الأساسية هو القاعدة، حيث ضخت الحكومة السيولة لتمويل الإنفاق العسكري، وكشوف رواتب القطاع العام، والسلع المدعومة، وكان النظام أيضًا مدينًا بعمق لروسيا وإيران، ثم جاء الانهيار المالي في لبنان الذي قضى على مدخرات الكثير من السوريين.

أسماء والصراع مع مخلوف
وقالت الصحيفة إن أبرز ضحايا أسماء هو ابن خال بشار رامي مخلوف، الذي كان يُعرف سابقا باسم حوت الاقتصاد حيث يعتقد انه سيطر على أكثر من نصف الاقتصاد السوري قبل الحرب.

وفي عام 2019، نهبت السلطات إمبراطوريته المترامية الأطراف وأجبرته على تسليم أصوله الرئيسية داخل البلاد، وشملت شام القابضة أكبر شركة في سوريا، سرياتل جوهرة تاج مخلوف، وهي أكبر شبكة جوال في البلاد وبذلك، وضع ال الأسد أحد منافسيهم الاقتصاديين الرئيسيين تحت سيطرتهم.

وتسيطر أسماء الآن على جمعية مخلوف الخيرية وشبكة رعايتها العلوية الواسعة، مما يوسع سيطرتها على قطاع المساعدات.

ويقول خبراء ورجال أعمال سوريون إن قرار الإطاحة به جاء بتوجيه واضح من أسماء، وهذا الامر لم يهضمه أعضاء النخبة العلوية حيثُ يقول أحد الأقارب المرتبكين: “لم نمر بكل هذا، لنضع سوريا في أيدي امرأة سنية”.

منذ ذلك الحين، كان مخلوف يعيش رهن الإقامة الجبرية، حسبما أفادت ستة مصادر مطلعة لصحيفة فاينانشيال تايمز، حيث مازال الاسد وزوجته يريدون الحصول على أصوله في الخارج.

دعم المقربين من أسماء

أما المنتسبين المقربين لعائلة الأسد فهم موجودون في كل مكان، بما في ذلك أبناء عمومة أسماء وأحد أشقائها على الأقل، الذين يديرون العديد من الشركات المرتبطة بها ارتباطًا وثيقًا.

ويمتلك ابن عمها مهند الدباغ حصة 30٪ في نظام البطاقة الذكية في سوريا، وهو برنامج حكومي للأغذية المدعومة.

ويقول إياد حامد، الباحث في برنامج التطوير القانوني السوري: عليك أن تتذكر أنك لا تتحدث عن نظام رأسمالي عادي حيث لديك تقارير ربع سنوية وشفافية مضيفًا تعتيم النظام متعمد.

وكانت تقارير قد تحدثت عام 2021 أن المملكة المتحدة كانت تتطلع إلى تجريدها من جنسيتها بسبب انتهاكات حقوق الإنسان، لكن هذا لم يحدث بعد، وعوقبت هي نفسها في عام 2020 مع والديها وشقيقيها وابنها الأكبر بتهمة تراكم “ثروات تم الحصول عليها بضريبة فاسدة على حساب الشعب السوري ولا يزال والداها يعيشان في لندن، بينما يعيش الشقيقان الآن في دمشق.

 

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط