نستطيع إنجاز المهمة.. منتج أدبي يُوثِّق نجاحات السوريين في ألمانيا

براء الرزوق

0 2٬610

براء الرزوق – ألمانيا 

 

’’ تغدو الحكايات قيمةً، حال النظر إليها بعينين مفتوحتين على اتساعهما، وإن كانت الحكاية سوريّةً، سيكون من الأفضل النظر إليها بالحواس كلها، فالسوري يغدو حكايةً أينما رحل، لا مكان للحظ هنا، إنما الجهد والتركيز والإرادة القوية ’’

 

بهذه الكلمات قدّم الناشط السوري (بركات عبيد) كتابه: ’’ نستطيع إنجاز المهمة’’ الذي يتحدث فيه عن نجاحات اللاجئين السوريين في جمهورية ألمانيا الاتحادية بعد موجة اللجوء الكبيرة إليها عام 2015.

يضم الكتاب ذو الـ 224 صفحة 48 قصة نجاح واندماج للسوريين في ألمانيا، منها 33 قصة لشبّان ورجال، و12 قصة لفتيات ونساء، وكذلك 3 قصص تتحدث عن نجاحات عوائل بأكملها.

لم تقتصر هذه النجاحات على الجانب الأكاديمي فحسب، بل امتدت لتشمل جوانب مهنية وكذلك بعض الأعمال الحرة.

 

فكرة تأليف الكتاب:

وفي حديث لصحيفة حبر قال مؤلف الكتاب المنحدر من محافظة دير الزور شرق البلاد الناشط (بركات عبيد): “جاءت فكرة الكتاب بعد رؤيتي للكثير من الحملات التي تستهدف السوريين على مواقع التواصل من قبل بعض وسائل الإعلام العربية أو الألمانية من خلال التركيز على الأمور السلبية وإهمال الجانب الإيجابي، مما شكل عند الكثير من اللاجئين انطباعًا سلبيًا أنهم غير فعّالين في هذا المجتمع.” وأضاف: “منذ وصولي ألمانيا نهاية عام 2012 حتى الوقت الذي بدأت فيه بتأليف الكتاب، رأيت الكثير من السوريين في ألمانيا كانت الحالات السلبية قليلة جدًا ولا تذكر أمام النجاحات التي حققها السوريون في البلاد”.

 

واستمدّ (عبيد) اسم كتابه من قول للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل خلال حديثها عن استقبال ألمانيا للاجئين: ’’نستطيع إنجاز المهمة – wir schaffen das ’’ وذلك تخليدًا لهذه المقولة بسبب تعرض المستشارة لاحقًا للكثير من الضغوط من أطراف معادية للاجئين بسبب هذه المقولة وبسبب مواقفها الداعمة للاجئين.

 

ويتحدث الكتاب عن قصص هؤلاء الأشخاص في الداخل السوري ومعاناتهم هُناك وأسباب خروجهم من مُدنهم والصعوبات التي واجهوها في طريقهم إلى ألمانيا، كذلك الصعوبات التي واجهوها بعد وصولهم مثل تعلم اللغة الألمانية والتأقلم مع البيروقراطية الموجودة في البلاد، إلى أن نتج عن كل هذه الصعوبات نجاحات كبيرة لهؤلاء الأشخاص رغم ألم بُعدهم عن ذويهم الذين كانوا في ذلك الوقت بين محاصر ونازح داخل سورية.

 

استغرق المؤلف ما يقارب خمسة أشهر في إعداد الكتاب وطباعته بجهود فردية كاملة، ومن المقرر في الفترة القادمة أن يُنهي ترجمته إلى اللغة الألمانية حتى يصل للشعب الألماني ويرى قصص النجاحات هذه وتغيير نظرة البعض منهم إثر رؤيتهم الحالات السلبية التي تُركز عليها بعض وسائل الإعلام.

 

ويطمح مؤلف الكتاب أن يصبح هذا الكتاب نواة أرشيف وتاريخ في المستقبل، وأن يكون في متناول الأجيال القادمة حتى يوضح لهم أن هؤلاء الناس الذين تهجروا إثر الحرب الطاحنة استطاعوا تكوين أنفسهم وتحقيق نجاحات كبيرة، وأنهم بقوا فخورين بأصولهم السورية ولم ينسلخوا عنها.

 

وختم (عبيد) حديثه برسالة للسوريين الموجودين في بلاد المهجر عامةً وألمانيا خاصّة بضرورة رد الجميل لهذا المجتمع الذي استقبل السوريين في محنتهم ووقف إلى جانبهم، وقد جسّدَ السوريون في ألمانيا هذا الأمر من خلال وقوفهم إلى جانب الألمان في الفيضانات الأخيرة التي ضربت مناطق غرب البلاد، فكانت البداية من ’’ نستطيع إنجاز المهمة’’ وتُرجمت على الأرض بتشكيل فرق ’’ المتطوعون السوريون في ألمانيا ’’.

 

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط