فاطمة وروضة (الفردوس) لأطفال المخيمات في ريف إدلب

نضال الحمود

0 625

 

تُعدُّ الأمراض والاضطرابات النفسية أقل ما يمكن أن يصيب الأطفال في زمن الحروب، بسبب حالة الرعب التي تفوق قدرة أجسادهم على التحمل، وهو ما يعيشه الأطفال السوريون في المخيمات.

(فاطمة عدره) 28عامًا، من مدينة (الحفة) في ريف اللاذقية، وُلدت في عائلة تتكون من سبعة أفراد لوالدين رائعين، كان حلمها أن تدخل الجامعة لتصبح معلمة صف، لكن لم تحظَ بذلك، لنزوحها وتزوجها، لكنها أعادت تقديم الثانوية مرة أخرى وبدأت دراستها بفترة الامتحان وحصلت على النجاح، لكن بسبب ظروف الحرب والقصف العنيف لم تدخل الجامعة .

لمتابعة الأخبار السياسية والمنوعة اشترك في قناة صحيفة حبر على تلغرام اضغط هنا

ستصبحين ذات يوم إنسانة فعَّالة ولكِ دوركِ في المجتمع

وتتابع (فاطمة) قصتها: “بقيت خمس سنوات منقطعة عن الدراسة لأعود وأنهض من جديد من خلال دعوة لحضور تدريب للحشد والمناصرة من قبل المدربين في تطوير الذات، ومن هنا بدأ طريق النجاح عندما قدمت مادة قصيرة وقف الجميع وصفق لي، وقال أحد المدربين: ستصبحين ذات يوم إنسانة فعَّالة ولكِ دوركِ في المجتمع، كانت هذه التحفيزات تدور في رأسي حتى بدأت أتدرب وأحصل على تدريبات وأنطلق من مكان لآخر، وشاركت بالتدريبات أون لاين أيضًا وأصبح لي الكثير من الشهادات خلال مدة لا تتجاوز الستة أشهر، وبدأت عملًا مع فرق تطوعية لمدة ثلاث سنوات، وعملت مع فرق اللقاح لأنني أيضًا كان لدي خبرة بالإسعافات، إلى أن سجلت بمعهد إعداد المدرسين اختصاص لغة إنكليزية وسنحت لي الفرصة بالعمل مع منظمة مُيسِّرة أنشطة وجلسات لمدة عام، ومن كثرة التدريبات لم أخضع لأي تدريب لزيادة مهاراتي، لكن انتهى عقد عملي مع نهاية عام 2020.

 اقرأ أيضاً: عمران وقلبي اطمأن” تحت مجهر السّياسة

فاطمة ورضة الفردوس في المخيمات

تقول فاطمة: “في بداية عام 2021 عُرِض عليَّ فرص كثيرة للعمل، لكن زاد طموحي وكان أكبر من ذلك بكثير، فكرت بمشروع روضة خاصة للأطفال في المخيمات، وكنت أعلم أن ببداية المشروع سوف يكون هناك صعوبات وتحديات، والحمد لله كانت النتائج رائعة عندما افتتحت الروضة وأسميتها (الفردوس)، فكانت نموذجية وتختلف كثيرًا من حيث طريقة تربية الأطفال وزرع أفكار وقيم تعزز من شخصية الطفل، وتعليمه اللغتين العربية والإنكليزية ودمجه من خلال أنشطة ترفيهية وتعليمية تساعد في مشاكل كثيرة يعاني منها الطفل تشتت انتباه العزلة والخجل.”

 

الذهاب إلى المدرسة أو اللهو مع الأصدقاء كان جل من يتمناه الطفل (ناصر) ذو السادسة من عمره الذي هُجَّر وأهله من سهل الغاب إلى المخيمات الموجودة على الحدود، مطالبه تلك رغم بساطة تلبيتها إلا لأنها في قريته بسهل الغاب تعدُّ مهمة محفوفة بالمخاطر لما كانت تتعرض قريته من قصف، وتعبِّر فاطمة عن مدى سعادتها ببدئها تحقيق شيء من أحلامه بارتياد الروضة: “أنا مع أطفال الروضة لا أشعر للحظة أنني مع أطفال غريبة، إذ أعدُّ نفسي منهم، وعلى قدر حبي واهتمامي أعطيهم، والروضة مجانية وليس لديها أي جهة داعمة، وأواجه صعوبات في بعد بيتي عن مكان عملي في الروضة، بالإضافة إلى تكلفة المواصلات.”

 

تختم فاطمة قصتها بقولها: “الآن لدي ثلاثة أطفال (حمزة، وشهد، وخديجة)، أطمح أن يكبر مشروع الروضة ويصبح مدرسة خاصة؛ لأنه ببيئة المخيمات الطفل يكون بحاجة دعم قوي وبحاجة تهيئة، وأخرج جيلًا قويًا قادرًا يبني سورية الحرة، مجرد شعورك أنك تعلم طفلًا يكون طموحك أن ترى هذا الطفل بأحسن حال، ويكفيني رؤية الابتسامة على وجهه، وأطمح بأن أتابع دراسة في جامعة إدلب وأدرس اختصاص إرشاد نفسي ولأساعد كل شخص وكل طفل وامرأة بحاجة دعم.”

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط